responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 29

و المتأخرون و أخذ بالثاني المتكلمون، فسيتبين مثلا أن بين قاعدة العناية و قاعدة اللطف وحدة في المعنى غاية ما في الأمر أن العقل النظري يدرك الحقيقة عبر ضرورة الثبوت و الانكشاف الاذعاني بينما يدرك الحقيقة العقل العملي عبر الجذب و النفرة، فالانجذاب إلى الكمال و النفرة من النقص، فيمتدح بالكمال و يذم بالنقص، و أن هذين النجدين المجهز بهما الإنسان في وجوده يستطيع- بحسب قدرته- كشف و ادراك اقصى الغيب من التوحيد و المعاد، فمن ثم ترى أن المتكلمين يحررون مختلف مسائل التوحيد و المعاد بلسان العقل العملي و يهتدون في الجملة إلى كثير من نتائج بحوث الحكماء التي بلسان العقل النظري فوحدة قاعدة العناية و اللطف كما يأتي ليست إلا موازاة جزئية بين قواعد العقل النظري و العقل العملي، و بالامكان التنقيب و التحليل للوحدة بين سائر القواعد المستنتجة من النظري و العملي و قد أشار سقراط و غيره، كما سيأتي في كلماتهم إلى كثير من موارد الوحدة بين القواعد و المحاذاة بين مباحث الحكمتين النظرية و العملية و هذا سلكه ابن سينا في الأنماط الثلاثة الأخيرة في الإشارات، أي المحاذاة بين مباحث المعرفة النظرية و مباحث الولاية و المعرفة السلوكية، و تبيان الوحدة بين النهجين و هذا الذي عليه متكلمو الإمامية من التلازم بين التوحيد و المعاد و بين النبوة و الإمامة و هو التلازم الموجود بين التوحيد النظري و التوحيد العملي.

الدور الثالث:

فلعله ابتدأ من الحكيم الفقيه الأصفهاني (الكمپاني) حيث ذهب إلى الاعتبارية الفرضية مطلقا في قضايا العقل العملي و الحسن و القبح، و منشأ ذهابه ما في بعض مواضع كلمات ابن سينا من تعريف المادة المشهورة بأنها القضية التي تطابق عليها العقلاء و لا وراء لها واقع تطابقه، فإن هذا التعريف ينطبق على الفرض الوهمي المعبر عنه في اصطلاح علم أصول الفقه بالاعتبار، و إن تطابق العقلاء هو لأجل مصلحة

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست