responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 280

و الإرادة قد تكون مسخرة للقوى العاقلة و قد تكون للقوى الغضبية أو الشهوية و هذا بحث آخر و لكنها تنطلق دائما من غايات إما كاملة خيّرة أو رديئة.

و العلّامة يذكر في رسالة الاعتباريات ما مضمونه:

المقدمة الأولى:

إن الإنسان في نفسه و كل فاعل إرادي و كل موجود يتكامل بالإرادة لا بد أن يحصل كماله عبر إرادته، مثلا: الحيوان إذا جلس و لم يستحصل على الغذاء و ما يلزمه لمعيشته سوف لن يتكامل بخلاف الموجودات الطبيعية الأخرى كالنباتات و المعادن لأن تكاملهم ليس مرتبطا بالإرادة، و أما الموجود الذي فعله بإرادته، كماله رهين بإرادته، و لا بد أن يتكامل بتوسطها.

المقدمة الثانية:

هذا الفعل الإرادي كيف يصدر عن الإرادة، فإن الفاعل الإرادي لو اذعن و اعتقد أن الشيء موجود في الخارج، فهذا لا يبعث الشوق و لا يولد الإرادة، بل لا بد أن لا يكون الشيء موجودا في الخارج كي لا يكون تحصيلا للحاصل.

مثلا الجواهر الموجودة في الخارج لا تنبعث لتحريك الإرادة، و من ثم ركز العلامة على أن المقدمة الثانية هي بداية نشوء الاعتبار حيث إن الإنسان إنما تنطلق إرادته من قضايا غير حقيقية أي قضايا مؤداها غير موجود و القضايا ذات المؤدى غير الموجودة هي الاعتبار و من ههنا اتضح لزوم الحاجة إلى الاعتبار، فإذن القضايا الاعتبارية هي محركة للارادة دائما سواء الإرادة الحيوانية أو الإنسانية، فليس الاعتبار مخصوصا بالإنسان، بل الاعتبار يعمّ حتى الحيوانات، فاذن الاعتبار ليس مخصوصا بالإنسان، لأن الحيوانات أيضا تتكامل عبر أفعالها، و أفعالها لا تصدر إلا من إرادتها و ارادتها لا تصدر إلا من قضايا غير موجودة أي اعتبارية.

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست