اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 211
فعله (تعالى)- كان مملوكا لفاعله بالذات، فكان حسنا بالذات و إرادة ما هو حسن ذو مصلحة ليست بإرادة جزافية و هو ظاهر. نعم يجوز السؤال عن الحكمة و وجه المصلحة في فعله (تعالى) بمعنى طلب العلم التفصيلي بها بعد العلم إجمالا بكونه لا يخلو عن المصلحة و أما السؤال عن أصل المصلحة فلا كما عرفت.
قواعد فلسفية أخرى للبرهنة على الحسن الذاتي:
أقول: ينجلي ممّا تقدّم من كلام الأسفار و التعليقتين ما يلي:
أولا: إن الحسن و القبح الذاتيين في الأفعال و الذمّ و المدح هو للعلاقة اللزومية الثابتة بين تلك الأفعال و آثارها الكمالية أو النقائصية و الصور الملذة أو المؤلمة.
ثانيا: إن مبحث النفس و نشأتها الأخروية أحد طرق البرهنة على الحسن و القبح الذاتيين في الأفعال و هو مقتضى مسلك أن العقوبات و المثوبات لوازم الأعمال و أنها صور الأفعال التي تنكشف في الآخرة.
ثالثا: إن اثبات الغايات في الأفعال أيضا هو أحد طرق البرهنة على الحسن و القبح الذاتي في الأفعال.
رابعا: إن إبطال الإرادة الجزافية في الفلسفة الإلهية يثبت الحسن و القبح الذاتيين.
خامسا: إن قاعدة العلية في الفاعل المختار بمقتضى الأمر الثالث و الرابع برهان الحسن و القبح الذاتيين.
إبطال مستند إنكار الأشعري للحسن و القبح:
و قال في [1] تتمة ما تقدم: «و أكثر من يطيل حديث الخير و الشر و يستشكل الأمر