responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 202

و العنكبوت) مما ليس يصدر ذلك على وجه الاتفاق من غير تدبير سابق، و حكم مطابق، و مصلحة مرعية و حكمة مرضية. فاذن يجب أن يعلم أن العناية كما مرّ هي كون الأول (تعالى) عالما لذاته بما عليه الوجود في النظام الأتم و الخير الأعظم و علة لذاته للخير و الكمال بحسب اقصى ما يمكن و راضيا به على النحو المذكور و هذه المعاني الثلاثة التي يجمعها معنى العناية من العلم و العلية و الرضا كلها عين ذاته، بمعنى أن ذاته عين العلم بنظام الخير و عين السبب التام له و عين الرضا به و هو المشية الأزلية فذاته بذاته صورة بنظام الخير على وجه أعلى و أشرف لأنه الوجود الحق الذي لا غاية له و لا حد في الكمال وراءه فإذا كان كذلك فيعقل نظام الخير على الوجه الأبلغ في النظام، و الاتم بحسب الامكان فيفيض عنه ما يعقله نظاما و خيرا على الوجه المذكور الذي عقله فيضانا و صدوا، متأديا إلى غاية النظام و صورة التمام على أتم تأدية.

فهذا هو معنى العناية الخالية عن الشين و النقص، و من اعتقد غير هذا من القائلين بالاتفاق المنسوب إلى بعض القدماء، و القائلين بالإرادة الخالية عن الحكمة و العناية المنسوبة إلى «الشيخ الأشعري» و القائلين بالغرض السفلي العائد إلى الخلق فقد ضلّوا ضلالا بعيدا حيث جهلوا تنزيه اللّه تعالى و توحيده و ما قدّروا اللّه حقّ قدره».

منهج العناية يثبت ما انكره الأشعري من الحسن و القبح الذاتي:

أقول: ما نبّه عليه في المقام بالغ الأهمية حيث أفصح عن منشأ الخلاف في الحسن و القبح بين الشيخ الأشعري و الحكماء و كذا الخلاف بين العدلية و الحكماء.

فالخلاف الأول:

هو أن الشيخ ينفي الحسن و القبح الواقعيين و بالتالي الحكمة في ذوات الأفعال و يذهب إلى أن الحسن ما حسّنه الخالق عزّ و جلّ و فعله و القبيح ما قبّحه الخالق و لم يأت به فليس للأشياء في حدّ ذاتها حسن و كمال أو قبح و نقص و إنما الكمال يتقرر لفطرة الأشياء بعد ايجاد الباري لها و النقص لذوات الأشياء هو ما بقي معدوما و لم

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست