responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 163

و الوعيد بالثواب و العقاب من أسباب خير نظام الكل، و أن هذا و إن لزم منه شرور في المعاد و لكنها قليلة بالقياس إلى الخيرات الكثيرة و الكمال العام.

وحدة المعاني الثلاثة المزعومة للحسن و القبح:

قال في الفصل الثالث في (النمط الثامن في البهجة و السعادة) [1]: «و قد يختلف الخير و الشر بحسب القياس. فالشيء الذي هو عند الشهوة خير هو مثل المطعم الملائم و الملبس الملائم، و الذي هو عند الغضب خير فهو الغلبة، و الذي هو عند العقل خير فتارة و باعتبار فالحق، و تارة و باعتبار فالجميل و من العقليات نيل الشكر و وفور المدح و الحمد و الكرامة. و بالجملة فإن همم ذوي العقول في ذلك مختلفة.

و كل خير بالقياس إلى شيء ما فهو الكمال الذي يختص به و ينحوه باستعداده الأول و كل لذة فإنها تتعلق بأمرين بكمال خيري و بإدراك له من حيث هو كذلك».

و في شرح المحقق الطوسي: «مراده بيان أن الخير الواقع في ذكر ماهية اللذة هو الخير الإضافي الذي لا يعقل إلا بالقياس إلى الغير، و ذكر الخيرات المقيسة إلى القوى الثلاثة التي تتعلق الأفعال الإرادية بها أعني الشهوة و الغضب و العقل، و معنى قوله في الخير العقلي «فتارة و باعتبار فالحق و تارة و باعتبار فالجميل» أن الحق خير عند كون العاقل قابلا عمّا فوقه بالقياس إلى قوته النظرية، و الجميل خير عند كونه متصرفا فيما دونه بالقياس إلى قوته العملية و أراد بقوله: «و من العقليات نيل الشكر و وفور المدح و الحمد» الخيرات التي تكون للعقل بمشاركة سائر القوى و هي التي تختلف الهمم فيها لاختلاف أحوال تلك القوى. و أما العقلي الصرف فلا يختلف البتة.

ثم أراد الفرق بين الخير و الكمال. فذكر أن الخير المضاف إلى شيء هو الكمال الخاص الذي يقصده ذلك الشيء باستعداده الأول. و الشيء لا يقصد شيئا و لا يميل إليه


[1] الإشارات ج 3- ص 340.

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست