responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 158

بين المتكلمين و الفلاسفة:

و الظاهر أنّ بدء هذه الدعوى المزبورة هي من أبي الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق الأشعري البصري المتوفى (سنة 326 ه. ق) أوائل القرن الرابع، و من ثمّ جاءت في كلام ابن سينا، كما سيأتي، و قد تحمّلها الأشعري فرارا ممّا استدل به المعتزلة على الحسن و القبح العقليين، و سيأتي عند التعرض لأقوال المتكلمين في ذيل هذا البحث

ثمّ أنه قد ذكر أن أهل النجاة أكثر [1] من الهالكين و أن الشقاوة الأبدية و العذاب السرمد مختصة بضرب محدود من الناس و حينئذ يكون ما وجد من البشر اكثري الخير.

الوعيد و العقوبة من أسباب الخير في النظام الكلي:

و قال [2]: «و لعلك تقول أيضا: فإن كان القدر فلم العقاب؟ فتأمّل جوابه: إن العقاب للنفس على خطيئتها كما ستعلم هو كالمرض للبدن على نهمه فهو لازم من لوازم ما ساق إليه الأحوال الماضية التي لم يكن من وقوعها بدّ و لا من وقوع ما يتبعها، و أما العقاب الذي يكون على جهة أخرى من مبدأ له من خارج فحديث آخر. ثم إذا سلم معاقب من خارج فإن ذلك أيضا يكون حسنا لأنه قد كان يجب أن يكون التخويف موجودا في الأسباب التي تثبت فتنفع في الأكثر و التصديق تأكيد للتخويف فإذا عرض من أسباب القدر أن عارض واحد مقتضى التخويف و الاعتبار فركب الخطأ و أتى بالجريمة وجب التصديق لأجل الغرض العام و إن كان غير ملائم لذلك الواحد و لا واجبا من مختار رحيم لو لم يكن هناك إلا جانب المبتلى بالقدر، و لم يكن في المفسدة الجزئية له مصلحة كلية عامة كثيرة لكن لا يلتفت لفت الجزئي لأجل الكلي كما لا


[1] سيأتي من المحقق الميرداماد (قده) ردّ ذلك و أن أكثرية الهالكين لا ينافي العناية الإلهية.

[2] الإشارات ج 3- ص 328.

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست