responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 143

النازلة على مدن فاسدة، و أشخاص ظالمة؛ و انظر أن الحق كيف ينصر؛ و اعلم أن السبب في الدعاء منا أيضا و في الصدقة و غير ذلك و كذلك حدوث الظلم و الإثم إنما يكون من هناك فإن مبادىء جميع هذه الأمور تنتهي إلى الطبيعة و الإرادة و الاتفاق، و الطبيعة مبدؤها من هناك، و الإرادات التي لنا كائنة بعد ما لم تكن، و كل كائن بعد ما لم يكن فله علة، و كل إرادة لنا فلها علة، و علة تلك الإرادة ليست إرادة متسلسلة في ذلك إلى غير النهاية، بل أمور تعرض من خارج، أرضية و سماوية؛ و الأرضية تنتهي إلى السماوية، و اجتماع ذلك كله يوجب وجود الإرادة.

و أما الاتفاق فهو حادث عن مصادمات هذه، فإذا حللت الأمور كلها استندت إلى مبادىء إيجابها، تنزل من عند اللّه تعالى».

أقول: حاصله:

أولا: إن من العناية الإلهية، التي سبق الكلام عنها، المكافأة على الخير و الشر بظهور الآيات و هي الوجودات الجزئية. و هذا يفيد واقعية كل منهما.

ثانيا: إن الزجر عن الشر و الحثّ على الخير من الغايات الكمالية في نظام الوجود الأتم.

ثالثا: إن أكثر ما يذعن به الجمهور من القضايا في باب الخير و الشر و الظلم و العدل و آثارهما، حق.

العناية الإلهية توجب الشريعة و السنن:

و قال [1] في (الفصل الثاني من المقالة المزبورة- في اثبات النبوة و كيفية دعوة النبي إلى اللّه تعالى و المعاد إليه-): «إنه من المعلوم أن الإنسان يفارق سائر الحيوانات بأنه لا يحسن معيشته لو انفرد وحده شخصا واحدا يتولى تدبيره أمره من غير شريك


[1] ص 441. المصدر السابق.

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست