اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 112
العلاقة بين القوة الناطقة و الفعل و بقية القوى:
و يقول في كتاب «السياسة المدنية» [1]: «و التي في مرتبة النفس من المبادىء كثيرة: منها أنفس الأجسام السماوية، و منها أنفس الحيوان الناطق و منها أنفس الحيوان غير الناطق. و التي للحيوان الناطق هي القوة الناطقة، و القوة النزوعية، و القوة المتخيلة و القوة الحساسة. فالقوة الناطقة هي التي بها يحوز الإنسان العلوم و الصناعات، و بها يميّز بين الجميل و القبيح من الأفعال و الأخلاق، و بها يروّى فيما ينبغي أن يفعل أو لا يفعل، و يدرك بها مع هذه النافع و الضارّ و الملذّ و المؤذي. و الناطقة منها نظرية و منها عملية ... و العملية مهنية و مروية ... و المرويّة هي التي يكون بها الفكر و الرويّة في شيء مما ينبغي أن يعمل أو لا يعمل و النزوعية هي التي يكون بها النزوع الإنساني بأن يطلب الشيء أو يهرب منه، و يشتاقه أو يكرهه و يؤثره أو يتجنبه. و بها تكون البغضة و المحبة و الصداقة و العداوة و الخوف و الأمن و الغضب و الرضا و القسوة و الرحمة و سائر عوارض النفس.
و المتخيلة هي التي تحفظ رسوم المحسوسات بعد غيبتها عن الحس و تركب بعضها إلى بعض، و تفصل بعضها عن بعض، في اليقظة و النوم، تركيبات و تفصيلات بعضها صادق و بعضها كاذب، و لها مع ذلك ادراك النافع و الضارّ، و اللذيذ و المؤذي، دون الجميل و القبيح من الأفعال و الأخلاق.
و الحساسة بيّن أمرها و هي التي تدرك المحسوسات بالحواس الخمس المعروفة عند الجميع و تدرك الملذ و المؤذي، و لا تميّز الضارّ و النافع و لا الجميل و القبيح» [2].
[1] كتاب السياسة المدنية الملقب بمبادىء الموجودات- حققه د. فوزي متري نجار- ط. طهران سنة 1408 ه.