ترى أنّه _ عليه السلام _ بعدما يندّد بالاختلاف، يقول أم أنزل اللّه ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه؟
فإكمال الدين في كافة أبعاده ينفي وجود الثاني، كما أنّ وجود الخلاف في عامة المسائل لا يجتمع مع إكمال الدين، فما هو الحل لهذين الاَمرين المتخالفين؟!
الاِجابة على هذا السوَال
إنّ هناك تحليلين يمكن أن يستند إليهما الباحث في حلّ تلك المعضلة:
الاَوّل: انّالنبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وإن أكمل دينه في أُصوله وفروعه غير انّالمسلمين في القرون الغابرة وقفوا أمام النصوص الاِسلامية، فأوجدوا مناهج ومذاهب لا تلائم القرآن الكريم ولا السنّة النبويّة.
بيد انّهذه الاِجابة لا تتفق مع الواقع، بل تعتبر قسوة على الحقّ وأصحابه، لاَنّ الدين كان عند المسلمين في الصدر الاَوّل من أعز الاَشياء وأغلاها، فكانوا يضحون بأنفسهم وأموالهم في سبيله.
فعند ذلك كيف يمكن أن ينسب إليهم بأنّهم قد وقفوا في وجه النصوص الاِسلامية، وقابلوها بآرائهم، ورجحوا أفكارهم ونظرياتهم على الوحي؟