سخياً معطياً، ولمير للمال قيمة. 3. إنّ ابن خلّكان بعدما عرّفه بقوله: كان إماماً في علم الكلام والاَدب والشعر، أتى بقصة حكاها الخطيب التبريزي، وهي بنفسها أقوى شاهد على أنّ السيد كان ذا سماحة كبيرة.
قال الخطيب: إنّ أبا الحسن عليّ بن أحمد بن عليّ بن سلَّك الفالي الاَديب كانت له نسخة لكتاب «الجمهرة» لابن دريد في غاية الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها فباعها واشتراها الشريف المرتضى بستّين ديناراً، فتصفّحها فوجد فيها أبياتاً بخطّ بائعها، وهي:
أنِسْتُ بها عشـرين حـولاً وبعتها * فقد طال وَجْدي بعدها وحنيني
و ما كـان ظنّـــي أنّنـي سـأبيـعها * ولوخلَّدتني في السـجون ديوني
فقلت ولم أمــلك ســـوابق عَبرةٍ * مقـــالة مكـويّ الفــوَاد حـزينِ
«وقد تُخرج الحاجات يا أُم مالك * كـرائم مـن ربّ بهـــنّ ضَنين»
وقال الخطيب: فأرجع السيد النسخة إليه وترك له الدنانير.[1]
أفهل في وسع البخيل الشحيح المقدم على التنقيص من كرامته لاَجل إسقاط دينار ضُرب عليه لحضرته، أن تسخو نفسه وتجود بمثل هذه الدنانير؟! 4. روى أصحاب التراجم أنّ السيد المرتضى كان يجري الرزق على جميع تلامذته حتى انّه قرّر للشيخ الطوسي كلّ شهر أيّام قراءته عليه اثني عشر ديناراً وعلى ابن البرّاج كلّ شهر ثمانية دنانير، ليتفرّغوا بكلّ جهدهم إلى الدراسة من غير