responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 297

يقول في حقّ نفسه: وإنّي لاَستغفر اللّه كثيراً ممّا ضيّعت شطراً من عمري في تتبّع آراء المتفلسفة والمجادلين من أهل الكلام وتدقيقاتهم وتعلّم جربزتهم في القول وتفنّنهم في البحث، حتى تبيّن لي آخر الاَمر بنور الاِيمان وتأييد اللّه المنّان أنّ قياسهم عقيم وصراطهم غير مستقيم.[1]

يقول في معرض كلامه عن المرحلة الثانية ـ بعد الشكوى من طائفة كانت تضمر له العداء ـ يقول: فألجأني خمود الفطنة وجمود الطبيعة، لمعاداة الزمان وعدم مساعدة الدوران ، إلى أن انزويت في بعض نواحي الديار واستترت بالخمول والانكسار منقطع الآمال، متوفّراً على فرضٍ أُوَدّيه، وتفريطٍ في جنب اللّه أسعى في تلافيه، لا على درس أُلقيه، أو تأليف أتصرّف فيه إذ التصرّف في العلوم والصناعات وإفادة المباحث ودفع المعضلات، وتبيين المقاصد ورفع المشكلات ممّا يحتاج إلى تصفية الفكر، وتهذيب الخيال عمّا يوجب الملال والاختلال، واستقامة الاَوضاع والاَحوال مع فراغ البال، ومن أين يحصل للاِنسان مع هذه المكاره التي يسمع ويرى من أهل الزمان ويشاهد ممّا يكبّ عليه الناس في هذا الاَوان.[2]

وفي معرض كلامه عن المرحلة الثالثة يقول: فلمّا بقيت على هذا الحال من الاستتار والانزواء والخمول والاعتزال، زماناً مديداً وأمداً بعيداً، اشتعلت نفسي لطول المجاهدات اشتعالاً نورياً، والتهب قلبي بكثرة الرياضات التهاباً قوياً ففاضت عليها أنوار الملكوت، وحلّت بها خبايا الجبروت، ولحقتها الاَضواء الاَحدية، وتداركتها الاَلطاف الاِلهية فاطّلعت على أسرار لم أكن أطّلع عليها إلى الآن، وانكشفت لي رموز لم تكن منكشفة هذا الانكشاف من البرهان ـ إلى أن قال:ـ فبلغ الكتاب أجله وأراد اللّه تقديمه وقد كان أجَّله فأظهره في الوقت الذي


[1]الاَسفار، المقدمة:1|11.
[2]الاَسفار، المقدمة:1|6.
اسم الکتاب : تذكرة الاَعيان المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست