responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 22

وشكّلت فيما بعدُ النواةُ الاَُولى لنمو الفقه وتكامله على ضوء ما تصوّروه حلاً شرعياً، وكلّما تقدم بهم الزمان أينعت تلك الشجرة الفقهية وكثرت فروعها وثمارها دون أن تصب في قالب مذهب خاص.

وقبل استعراض أسماء الصحابة الذين رويت عنهم الفتيا لابدّ أن نسلط الاَضواء على عدّة اصطلاحات وما ينطوي عليها من معانٍ ليتسنّى للقارىَ الكريم الوقوف عليها.

الفقه لغة واصطلاحاً

الفقه بمعنى الفهم، ويدلّ عليه قوله سبحانه، حكاية عن موسى - عليه السّلام - : "وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِساني* يَفْقَهُوا قَوْلِي "[1] أي يُفهم قولي.

وقال سبحانه في شأن الكفار: "فَمالِ هوَلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً" [2] إلى غير ذلك من الآيات الصريحة في أنّ الفقه بمعنى الفهم وهو واضح لا يحتاج إلى بيان.

وقد غلب إطلاقه على لسان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في علم الدين دون غيره من العلوم، قال - صلى الله عليه وآله وسلم - : «نضَّر اللّه امرأً سمع منّا حديثاً فحفظه حتى يُبلِّغه غيره، فربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربَّ حامل فقه ليس بفقيه». [3]

ومن المعلوم أنّ حديث الرسول لم يكن مختصاً بالفقه المصطلح عليه في عصورنا المتأخرة، بل يعمُّ كلَّ ما يوَثر عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في المجالات المختلفة.

كما أنّ لفظة الفقهاء قد استعملت بمعنى الفهماء في الدّين، روى البخاري


[1] طه: 27 ـ 28.
[2] النساء: 78.
[3] ابن الاَثير: جامع الا َُصول: 8|18 ح 5848.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست