responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 111

يا آل فهر لمظلوم بضاعتُه * ببطن مكة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقض عمرتَه * يا للرجال وبين الحجر والحجر
انّ الحرام لِمَنْ تمّتْ كرامته * ولا حرام لثوب الفاجر القذر [1]

وتكمن عظمة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في أنّه صنع من هذه الاَُمّة المتخلّفة، أُمّة متحضّـرة سائرة في ركاب الحضارة، وأوجد مدينة فاضلة قلّما يشهد التاريخ لها من نظير.

كانت الجزيرة العربية غاصة بالفساد من كافة الجوانب، فكان يسودهم الشرك وعبادة الاَوثان، و وأد البنات، وقتل الاَولاد، والاِغارة، وقتل النفس، والبخس في الميزان، إلى غير ذلك من مساوي الاَخلاق ورذائلها.

وإصلاح أُمّة كهذه، رهن أمرين:

الاَوّل: التشريع الكامل.

الثاني: المنفذ الحاذق الذي يكون في مستوى التشريع الكامل.

وماهذا الانقلاب الحضاري الذي طرأ عليهم إلاّبفضل هذين الاَمرين.

ومن وقف على آيات الاَحكام في القرآن يجد فيها غزارة المادة، وروعة التشريع، وشموليتها للعبادات والمعاملات والاِيقاعات والسياسات، فنستعرض الموضوعات التي تبنّاها القرآن بالتشريع.

فمن العبادات: الصلاة، والصوم، والحج، و العمرة.

ومن المعاملات: البيع، والربا، و العقود كلّها.

ومن الاِيقاعات: الطلاق، والاِيلاء، والظهار، والوصية.

ومن السياسات: القصاص،والحدود، كحد الزاني والقاذف والسارق وقطّاع الطرق، ويلحق به الجهاد بشتّى أقسامه، والعهود، والمواثيق المنعقدة بين


[1] البداية والنهاية: 1|290؛ السيرة الحلبية: 1|132.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست