اسم الکتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 91
[المسألة 20: لو صام بنیّة شعبان ثمّ أفسد صومه بریاء و نحوه لم یجزه عن رمضان]
المسألة 20: لو صام بنیّة شعبان ثمّ أفسد صومه بریاء و نحوه لم یجزه عن رمضان، و إن تبیّن له کونه منه قبل الزوال. [1]
وجه عدم القدح هو اختصاص المفطر، بالتناول العمدی، و أمّا غیره فلیس بمفطر. و یؤیده الاتفاق علی الصحّة فیما إذا تناول فی شهر رمضان نسیانا، فکیف إذا تناول و لم یثبت بعد انّه من رمضان، أو لم یثبت إلی نهایة النهار؟ [1] و ذلک لاختصاص الدلیل بالصوم الصحیح، فیجدّد النیّة من الصوم الصحیح إلی صحیح آخر، لا من الصوم الباطل، و لیس الصوم مجرّد إمساک، بل إمساک بنیّة التقرّب، و المفروض انّه فاته ذلک القید فی بعض أجزاء النهار. فإن قلت: ما الفرق بینه و بین ما إذا صام بنیة شعبان، ثمّ نوی الإفطار و تبیّن کونه من رمضان، مع أنّها کالریاء مفسدة للصوم، و سیأتی من الماتن فی المسألة التالیة الحکم بالصحّة، و مثله: ما إذا صام یوم الشک بقصد واجب معین، ثمّ نوی الإفطار عصیانا، ثمّ تبیّن کونه من رمضان، فالمختار عندنا هو الصحّة و إن کان المختار عند الماتن البطلان؟ قلت: سیوافیک الفرق بین المقام و الآخرین هو انّ نیة الإفطار فی الصورة الأولی لم تکن محرمة، لأنّه لم یثبت عنده کون الزمان من رمضان، و مثله الصورة الثانیة، فإنّ نیة الإفطار لیست محرمة إلّا من باب التجرّی، لأنّ الزمان غیر صالح لصوم الیوم المعین، و کونه من رمضان غیر ثابت، فلا یکون حکمه منجزا و تکون نیّة الإفطار تجریا، و أمّا المقام فالصوم هنا منهی عنه، فکیف یصلح لأن یتقرّب به و یضم إلی الصوم الصالح الذی یتقرّب به.
اسم الکتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 91