responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 15

..........

نتیجة العمل الذی یقوم به الإنسان لوجه اللّه، و إلّا فالعمل النابع عن الهوی لا یورث التقوی.
لا یجب الإخطار بل یکفی الداعی العبادات أعمال اختیاریة شرّعت لغایات خاصة، و مثلها لا تنفک عن النیة و یکون اشتراط النیة- حسب الظاهر- أمرا زائدا، و لکن الذی صار سببا لذکر النیة فیها- إمّا رکنا داخلا فی جوهر العبادة أو شرطا خارجا عنها کما هو الحقّ- هو انّ النیة بالمعنی المتقدم (صدور الفعل عن قصد و إرادة) غیر کاف فی صحتها بل لا بدّ من إتیان الفعل لوجه اللّه لا لداع آخر و الذی یعبّر عنه بقصد القربة أو قصد الأمر، و عندئذ یقع الکلام فیما هو الواجب فی باب النیة (بهذا المعنی لا بمعنی القصد و الإرادة)، فهل هی الإخطار بالبال عند الإتیان بالعمل، أو هو الداعی إلی الفعل المرکوز فی النفس؟
فالنیة علی المعنی الأوّل من مقولة حدیث النفس و من باب التصوّر الفکری، و علی الثانی عبارة عن الداعی الذی یحصل منه انبعاث و میل إلی العمل، فالدواعی المرکوزة فی نفس المصلّی، إمّا الإذعان بکونه سبحانه أهلا للعبادة، أو الخوف من ناره و الطمع فی جنته، و کلّ یدعو الإنسان إلی العمل و یدفعه إلی الامتثال.
و بعبارة أخری: النیة بالمعنی الأوّل عبارة عن العلم التفصیلی بالفعل و غایته، و أکثر من قال بأنّه من قبیل الإخطار یرید انّ المکلّف یخطر بباله: انّه یأتی بالعمل قربة إلی اللّه لتکون النیة عبارة عن العلم التفصیلی بالعمل و غایته.
و أمّا النیة بالمعنی الثانی، فلیس فیه علم تفصیلی بل علم إجمالی ارتکازی بحیث لو سئل لأجاب بأنّه یصلّی لوجه اللّه.
اسم الکتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست