responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 748

وَ یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولٰئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّٰارِ). [1]
و الظاهر أنّ المراد منه هو قطع الرحم بقرینة قوله سبحانه: (فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحٰامَکُمْ). [2]
قال الطبرسی فی «مجمع البیان»: ان تولّیتم الأحکام و ولّیتم أی جُعلْتُم وُلاة أن تفسدوا فی الأرض بأخذ الرشاء و سفک الدم الحرام، فیقتل بعضکم بعضاً، و یقطع بعضکم رحم بعض، کما قتلت قریش بنی هاشم، و قتل بعضهم بعضاً. [3]
فغایة ما یمکن التوسّع فی مفهوم الآیة هو إدخال قطع کل ما أُمر بصلته فی الآیة کصلة الأنبیاء و الأولیاء، و أمّا صلة الناس بعضهم ببعض فلم یأمر بها القرآن حتی تشمله الآیة.
اللهم إلا أن یقال: أُمرنا بصلة الإخوان، فالنمیمة محرمة فی مورد تصدق فیه الإخوة الإسلامیة.
و أمّا قوله سبحانه: (یُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ) فهو أخص من المدّعی، إذ لا یترتب علیه الفساد مطلقاً فی کل الأحیان، نعم، فی ما إذا کان موجباً للفساد تعمّه الآیة.
و أمّا قوله سبحانه: (الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) [4] فالاستدلال به غیر تام، لأنّ الفتنة تستعمل تارة فی الاختبار، مثل قوله سبحانه: (وَ مٰا یُعَلِّمٰانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّٰی یَقُولٰا إِنَّمٰا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلٰا تَکْفُرْ) [5]، و قوله تعالی: (وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا أَمْوٰالُکُمْ وَ أَوْلٰادُکُمْ فِتْنَةٌ وَ أَنَّ اللّٰهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِیمٌ). [6]

[1] الرعد: 25.
[2] محمد: 22.
[3] مجمع البیان: 9/ 104.
[4] البقرة: 191.
[5] البقرة: 102.
[6] الأنفال: 28.
اسم الکتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 748
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست