الآية تشكّل إحدى
آيات الأحكام التي تستنبط منها الأحكام الشرعية العملية الراجعة إلى تنظيم أفعال
المكلّفين فيما يرتبط بشئون حياتهم الدينية والدنيوية.
وهذا القسم من
الآيات يتمتع بوضوح التعبير ، ونصوع الدلالة ، فإنّ المخاطب فيها هو الجماهير
المؤمنة التي ترغب في تطبيق سلوكها العملي عليها ، وبذلك تفترق عن الآيات
المتعلّقة بدقائق التوحيد ورقائق المعارف العقلية التي تشدّ إليها أنظار المفكّرين
المتضلّعين ، خاصة فيما يرتبط بمسائل المبدأ والمعاد.
والإنسان إذا
تأمّل في هذه الآيات ونظائرها من الآيات التي تتكفّل بيان وظيفة المسلم ، كالقيام
إلى الصلاة في أوقات خمسة ، يجدها محكمة التعبير ، ناصعة البيان ، واضحة الدلالة ،
تخاطب المؤمنين كافّة لترسم لهم وظيفتهم عند القيام إلى الصلاة.
والخطاب ـ كما
عرفت ـ يجب أن يكون بعيدا عن الغموض والتعقيد ، وعن التقديم والتأخير ، وعن تقدير
جملة أو كلمة حتّى يقف على مضمونها عامة المسلمين على اختلاف مستوياتهم من غير فرق
بين عالم بدقائق القواعد العربية