اسم الکتاب : صيانه الاثار الاسلاميه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 26
یَتَنَازَعُونَ بَیْنَهُمْ أَمْرَهُمْ»، فظاهرُ المنازعة هو ما جاء بعد هذه الجملة بضمیمة لفظة الفاء، فقال جماعة: «ابْنُوا عَلَیْهِمْ بُنْیَاناً»، أی اجعلوا علیهم بنیاناً کبیراً، ویدلّ علی الوصف تنکیر «بُنْیَاناً»، وقدصرّح الجوهری وابن منظور بأنّ البنیان بمعنی الحائط [1]، ولذلک فسّره القاسمی بقوله: أی باب کهفهم بنیاناً عظیماً کالخانقاهات والمشاهد والمزارات المبنیّة علیالأنبیاء وأتباعهم [2]، تسترأجسادهم وتعظّمأبدانهم، ربهم أعلم بهم. ولکن قال آخرون الذین غلبوا علی أمر القائلین بالقول الأول وصار البلد تحت سلطتهم «لَنَتَّخِذَنَّ عَلَیْهِمْ مَسْجِداً» ومعبداً وموضعاً للعبادة والسجود یتعبّد الناس فیه ببرکاتهم. هذا هو الظاهر المستفاد من الآیة. قال الرازی: «قَالَ الَّذِینَ غَلَبُوا عَلَی أَمْرِهِم» قیل: المراد به الملک المسلم وأولیاء أصحاب الکهف، وقیل: رؤساء البلد، «لَنَتَّخِذَنَّ عَلَیْهِمْ مَسْجِداً» نعبد اللَّه، وستبقی آثار أصحاب الکهف بسبب ذلک المسجد [3]. وقال أبو حیان الأندلسی: روی أنّ التی دَعت إلی البنیان ماتت کافرة، أرادت بناء مصنع لکفرهم، فمانعهم المؤمنون وبنوا علیهم مسجداً [4].
[1] الجوهری، الصحاح 6: 228 مادة بناء؛ وابن منظور، اللسان 1: 510 تلک المادة. [2] القاسمی، محاسن التأویل 7: 21. [3] الرازی، مفاتیح الغیب 21: 105. [4] أبو حیان محمد بن یوسف 654- 754 ه، البحر المحیط ج 6.
اسم الکتاب : صيانه الاثار الاسلاميه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 26