الآیة الثانیة: اتّخاذ المساجد علی قبور المضطهدینفی سبیل التوحید
یذکر سبحانه قصة أصحاب الکهف، وأنّهم اعتزلوا قومَهم للحفاظ علی عقیدتهم ودینهم، حتی وافاهم الأجل وهم فی الکهف، وقد أعثر اللَّه علیهم قوماً بعد ثلاثة قرون وأطلعهم علیهم، یقول سبحانه:«وَکَذلِکَ أَعْثَرْنَا عَلَیْهِمْ لِیَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَارَیْبَ فِیهَا إِذْ یَتَنَازَعُونَ بَیْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَیْهِمْ بُنْیَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِینَ غَلَبُوا عَلَی أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَیْهِمْ مَسْجِداً» (الکهف/ 21).ومعنی الآیة أنّا أعثرنا علی أصحاب الکهف أهلَ المدینة لیعلموا أنّ وعد اللَّه بالبعث حقّ، فإنّ بَعْثَ هؤلاء بعد لَبْثهم ثلاثمائة سنة دلیل علی إمکان الحیاة الثانویة، لیعلموا أنّ الساعة لا ریب فیها.ثمّ إنّ القوم الذین أعثرهم اللَّه علی أجسادهم اتّفقوا علی تکریمهم، ولکن اختلفوا فی طریقة التکریم، کما یقول سبحانه: «إِذْ