وظاهر الآية : أنّ الغاية من نزول القرآن تحذير من بلغه إلى يوم القيامة وبذلك يُفسّر قوله سبحانه في آية أُخرى : (وكذلكَ أوحينا إليكَ قُرآناً عَربياً لِتُنذِرَ أُمَّ القُرى ومَنْ حَولَها . . . )[2] .
فإنّ المراد (ومَن حولها) جميع أقطار المعمورة ، وعلى فرض انصرافها عن هذا المعنى العامّ فلا مفهوم للآية بعد ورود قوله سبحانه : (لأُنذركُمْ بهِ ومَنْ بَلَغ) .
والمتبادر من الآية كون (كافّة) حالا من الناس قُدّمتْ على ذيها وتقدير الآية وما أرسلناك إلاّ للناس كافّة بشيراً ونذيراً .
وإليك محصّل الآيات الخمس :
أمّا الأُولى فهو : أنّ باب الإخبار عن السماء الذي كان هو النبوّة قد أُوصد ، وبإيصاده تكون النبوّة مختومة ، وبختمها تكون الشريعة المحمدية أبديّة; لأنّ تجديد الشريعة فرع فتح باب النبوّة ، فإذا كان التنبّؤ بإخبار السماء مغلقاً; فلا يمكن الإخبار عن السماء بوجه من الوجوه ، ومنها نسخ الشريعة .
وأمّا الآيات الأربع الباقية فهي صريحة ببقاء الشريعة الإسلامية بعموميتها ،