responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 115

المسألة السادسة :

الرجعة في الكتاب والسنّة

إنّ فكرة الرجعة التي تحدّثت عنها بعض الآيات القرآنية والأحاديث المرويّة عن أهل بيت الرسالة ممّا يشنّع بها على الشيعة ، فكأنَّ من قال بها رأى رأياً يوجب الخروج عن الدين ، غير أنّ هؤلاء نسوا أو تناسوا أنّ أوّل من أبدى نظرية الرجعة هو الخليفة عمر بن الخطّاب ، فقد أعلن عندما شاعت رحلة النبيّ الأكرمـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بأنّه ما مات وليعودنّ فيقطعنّ أيدي وأرجل أقوام . . .

عن أبي هريرة قال : لمّا توفّي رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم _ قام عمر بن الخطّاب ، فقال : إنّ رجالا من المنافقين يزعمون أنّ رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم _ توفّي ، وإنّ رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ والله ما مات ، ولكنّه ذهب إلى ربّه كما ذهب موسى بن عمران ، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ، ثمّ رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ، والله ليرجعنّ رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم _ كما رجع موسى ، فليقطعنّ أيدي رجال وأرجلهم زعموا أنّ رسول اللهـ صلى الله عليه وآله وسلم _ مات[1]!!

ولا يخفى أنّ كلام الخليفة لو كان كلاماً حقيقياً لابدّ أن يُحمل على أنّ النبيّ ما مات موتاً لا رجوع فيه وإنّما يرجع فيقوم بما أخبر عنه الخليفة ، ولو أراد من نفي موته أنّه ما زال حيّاً فهو خلاف رأي جميع الصحابة الذين اتّفقوا على موتهـ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، ولم
يكن موت النبيّـ صلى الله عليه وآله وسلم _ أمراً يدركه جميع الناس ولا يدركه الخليفة .

إنّ الرجعة بمعنى عود جماعة قليلة إلى الحياة الدنيوية قبل يوم القيامة ثمّ موتهم وحشرهم مجدّداً يوم القيامة ليس شيئاً يضادّ أُصول الإسلام ، وليس فيه إنكار


[1] السيرة النبوية لابن هشام 4 : 305 .

اسم الکتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست