responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 580

وقد جسد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تلك المساواة بفعله حيث زوّج بنت عمته زينب حفيدة عبد المطلب زعيم قريش، بعبد أسود يدعى زيد بن حارثة وكان لعمله هذا صدى واسع على نطاق الجزيرة العربية، وبذلك أزاح الجدار المزعوم بين العبيد والاَشراف، حتى انّ أخا زينب قدم إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ مندفعاً من خلفيات عنصرية وطائفية ـ واعترض قائلاً: أو ليس هذا عاراً حيث زوجتَ بنت بيت الشرف بعبد أسود؟!

فأجابه النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بقوله: إنّ زوج زينب رجل موَمن فهو كفوَ لزينب، و لما طلّق زيد زوجته زينب وانفصم عقدهما، قام النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بتدارك ما فات، فزوج زينب لنفسه ليثبت انّ زواجها بزيد لم ينقص منها شيئاً، فها هي اليوم زوجة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أفضل الخليقة على الاَرض.

وها نحن نذكر هنا حادثة طريفة وقعت في عصر الرسول ، ينقلها الاِمام محمد بن علي الباقر عليمها السّلام وهي تعكس الفكرة الرائجة عند المسلمين.

قال: كان سلمان جالساً مع نفر من قريش في المسجد فأقبلوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتّى بلغوا سلمان، فقال له بعض الحاضرين: أخبرني من أنت و من أبوك و ما أصلك؟ فقال: أنا سلمان بن عبد اللّه كنت ضالاًّ فهداني اللّه عزّوجلّ بمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وكنت عائلاً فأغناني اللّه بمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وكنت مملوكاً فأعتقني اللّه بمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هذا نسبي و هذا حسبي، قال: فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم و سلمان رضي اللّه عنه يكلّمهم، فقال له سلمان: يا رسول اللّه ما لقيت من هوَلاء جلست معهم فأخذوا ينتسبون و يرفعون في أنسابهم حتّى إذا بلغوا إليَّ قال بعضهم: من أنت و ما أصلك و ما حسبك؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: فما قلتَ له يا سلمان؟ قال: قلت له: أنا سلمان بن عبد اللّه، كنت ضالاًّ فهداني اللّه عزّ ذكره بمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، و كنت عائلاً فأغناني اللّه عزّ ذكره بمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، و كنت مملوكاً

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 580
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست