responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 559

الف: مشكلة السياق

إنّالقول بنزول الآية في آل الكساء لا توجد أيّ مشكلة في سياقها شريطة الوقوف على أُسلوب البلغاء في كلامهم و خطاباتهم. فانّمن عادتهم الانتقال من خطاب إلى غيره ثمّ العود إليه مرّة أُخرى.

قال صاحب المنار: إنّمن عادة القرآن أن ينتقل بالاِنسان من شأن إلى شأن ثمّ يعود إلى مباحث المقصد الواحد المرة بعد المرة. [1]

و قد اعترف الكاتب بهذه الحقيقة أيضاً عند بحثه في آية الولاية التي سيوافيك البحث عنها بعد الفراغ من آية التطهير حيث قال ما هذا نصّه:

الاَصل عند أهل السنّة انّ الآية تعتبر جزءاً من سياقها إلاّ إذا وردت القرينة على أنّـها جملة اعتراضية تتعلّق بموضوع آخر على سبيل الاستثناء و هو اسلوب من أساليب البلاغة عند العرب جاءت في القرآن الكريم على مستوى الاِعجاز.

وقال الاِمام جعفر الصادق عليه السّلام : «إنّ الآية من القرآن يكون أوّلها في شيء وآخرها في شيء». [2]

فعلى سبيل المثال، انّه سبحانه يقول في سورة يوسف حاكياً عن العزيز انّه بعدما واجه الواقعة في منزله قال: (إنّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أعْرِضْ عَنْ هذا و اسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إنّكِ كُنتِمن الخاطِئين) [3]

ترى أنّ العزيز يخاطب زوجته بقوله: (إنّه من كيدكن) و قبل أن يفرغ من كلامه معها يخاطب يوسف بقوله: (يوسف أعرض عن هذا) ثمّ يرجع إلى


1 . المنار : 2 | 451 .

[2] الكاشف : 6 | 217 .

[3] يوسف : 28 ـ 29 .

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 559
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست