إنّالقول بنزول الآية في آل الكساء لا توجد أيّ مشكلة في سياقها شريطة
الوقوف على أُسلوب البلغاء في كلامهم و خطاباتهم. فانّمن عادتهم الانتقال من
خطاب إلى غيره ثمّ العود إليه مرّة أُخرى.
قال صاحب المنار: إنّمن عادة القرآن أن ينتقل بالاِنسان من شأن إلى شأن
ثمّ يعود إلى مباحث المقصد الواحد المرة بعد المرة. [1]
و قد اعترف الكاتب بهذه الحقيقة أيضاً عند بحثه في آية الولاية التي
سيوافيك البحث عنها بعد الفراغ من آية التطهير حيث قال ما هذا نصّه:
الاَصل عند أهل السنّة انّ الآية تعتبر جزءاً من سياقها إلاّ إذا وردت القرينة
على أنّـها جملة اعتراضية تتعلّق بموضوع آخر على سبيل الاستثناء و هو اسلوب
من أساليب البلاغة عند العرب جاءت في القرآن الكريم على مستوى الاِعجاز.
وقال الاِمام جعفر الصادق عليه السّلام : «إنّ الآية من القرآن يكون أوّلها في شيء
وآخرها في شيء». [2]
فعلى سبيل المثال، انّه سبحانه يقول في سورة يوسف حاكياً عن العزيز انّه
بعدما واجه الواقعة في منزله قال:
(إنّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ
أعْرِضْ عَنْ هذا و اسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إنّكِ كُنتِمن الخاطِئين)[3]
ترى أنّ العزيز يخاطب زوجته بقوله:
(إنّه من كيدكن) و قبل أن يفرغ من
كلامه معها يخاطب يوسف بقوله:
(يوسف أعرض عن هذا) ثمّ يرجع إلى