responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 478

«أوّل الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الاِخلاص له، وكمال الاِخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كلِّ صفة انّها غير الموصوف، وشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة، فمَن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثنّاه، ومَن ثنّاه فقد جزّأه، ومن جزّأه فقد جهله، ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حدّه، ومن حدّه فقد عدّه، ومن قال: فِيمَ، فقد ضمنه، ومن قال: عَلام، فقد أخلى منه، كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شيء لا بمقارنة، وغير كلّ شيء لا بمزايلة فاعل لا بمعنى الحركات والآلة، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه،متوحِّد إذ لا سكن يستأنس به، ولا يستوحش لفقده...». [1]

فهوعليه السّلام في كلامه هذا يبيّن لنا كيفيّة وصفه سبحانه وتعالى بالعلم والقدرة أوّلاً، كما يبيّن لنا مكانة الممكنات بالنسبة إليه سبحانه ثانياً، ثمّ يبيّن معنى كونه فاعلاً وخالقاً إلى غير ذلك من النكات البديعة في كلامه.

وقد تبعه الاَئمّة المعصومون فسلكوا سبيله في تبيين المعارف والعقائد، وإقامة البراهين الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة أو العقل السليم، وكفى في ذلك ما ألّفه شيخنا الصدوق في كتابه «التوحيد» فإنّه نسخة عقليّة، أو رشح من فيض، جمعه ذلك المحدّث في القرن الرابع.

ويكفيك في الوقوف على بُعد المنهجين (منهج الاِمام عليعليه السّلام والاَئمّة المعصومين، ومنهج أهل الحديث) مقارنة هذا الكتاب بكتاب التوحيد لابن خزيمة (المتوفّـى 311هـ) [2]الذي ألّفه قريباً من عصر الصدوق في توحيد


[1] نهج البلاغة: الخطبة الاَُولى.
[2] هو محمد بن إسحاق بن خزيمة بن مغيرة بن صالح النيسابوري موَلّف كتاب التوحيد والصفات وفقه الحديث، توفّي عام 311هـ عن عمر ناهز 88عاماً.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست