responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 477

القرآن هو المنطلق لتنمية الفكر الاِنساني

ما مرّ من الآيات يُعرب عن أنّ القرآن هو المنطلق الاَوّل لتنمية الفكر الاِنساني، وحثِّ الاِنسان إلى التعقل والتفكير، فمن أراد أن يخلص للّه في العبودية بلا تحليق العقل في سماء المعرفة فقد تغافل عن هذه الآيات ونظائرها التي تأخذ بيد العقل من حضيضه وتقوده إلى أوج المعرفة، قال سبحانه: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيءٍ أَمْ هُمُ الخالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّماوات وَالاََرض بَل لا يُوقِنُون) [1] فلو فسرنا (الشيء) في الآية بالسبب والعلّة فالجزء الاَوّل من الآية يشير إلى برهان الاِمكان الذي يقوم على لزوم سبب موجب لخروج الشيء من العدم إلى الوجود، والجزء الثاني منها يشير إلى بطلان كونهم خالقي أنفسهم، الذي يستقل العقل ببطلانه قبل أن يستقل ببطلان الدور اللازم عليه.

ومَن سبر هذه الآيات وتدبّر فيها يقف على عظمة قوله سبحانه: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ) [2]

أئمّة أهل البيت روّاد الفكر

إنّ أئمّة أهل البيت عليهم السّلام ـ تبعاً للذكر الحكيم ـ فتحوا أمام الاَُمّة باب التفكير الصحيح في المعارف الاِلهية والمسائل العقلية، وأوّل من ولج ذلك النهج هو الاِمام أمير الموَمنين علي عليه السّلام رائد الفكر، فانّه صلوات اللّه عليه يذكر في خطبه ورسائله وكلماته القصار كثيراً ممّا يرجع إلى أسمائه وصفاته، والعوالم الغيبية مقروناً بالبرهان والدليل، وكفاك في هذا الباب ما ذكره في كيفيّة وصفه سبحانه التي شغلت بال التابعين والمتكلّمين على مر العصور، يقول سلام اللّه عليه:


[1] الطور : 35 ـ 36.
[2] فصلت: 53.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست