فالطوائف الاِسلامية برمتها لها روَية مشتركة في الهدف الذي جاء به
الاِسلام ودعا إليه.
والهدف هو سيادة الدين في الاَرض لتكون السيادة للّه وحده ويكون
الدين ظاهراً على سائر الاَديان، قال سبحانه:
(هُوَ الّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدى
وَدِينِ الحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [2]
هذه الوحدات الاَربع، أي: وحدة العقيدة، وحدة الشريعة، وحدة القيادة،
ووحدة الهدف إذا تمسك المسلمون بأهدابها تعود إليهم السعادة المسلوبة
والكرامة المنشودة . قال رسول الاِسلام صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إنّما مثل المسلمين كالرجل الواحد
إذا وجع منه شيء تداعى له سائر جسده». [3]
تكفير أهل القبلة
إنّ تكفير أهل القبلة ما لم يُنكر أحد منهم شيئاً من تلك الاَُصول الثلاثة ممّا
لم يجوزه أحد من أئمة المسلمين.
قال ابن حزم نقلاً عن أبي حنيفة والشافعي وسفيان الثوري: إنّه لا يُكفَّر ولا
يُفسَّق مسلم. [4]
وقال السرخسي: لما حضرت الشيخ أبا الحسن الاَشعري الوفاة بداري
ببغداد أمرني بجمع أصحابه فجمعتهم له، فقال: اشهدوا عليّ إنّي لا أكفر أحداً من
[1] آل عمران: 110. [2] التوبة: 33. [3] مسند أحمد بن حنبل: 4|278. [4] ابن حزم: الفصل: 3|247.