responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 377

قال القاضي: أفعال العباد لا يجوز أن توصف بأنّها من اللّه تعالى و مِنْ عِنْده ومِنْ قبله....[1]

قال السيد الشريف الجرجاني(المتوفّى886هـ): إنّ المعتزلة استدلّوا بوجوه كثيرة مرجعها إلى أمر واحد وهو أنّه لولا استقلال العبد بالفعل على سبيل الاختيار لبطل التكليف وبطل التأديب الذي ورد به الشرع وارتفع المدح والذم إذ ليس للفعل استناد إلى العبد أصلاً، ولم يبق للبعثة فائدة لاَنّ العباد ليسوا موجدين أفعالهم، فمن أين لهم استحقاق الثواب والعقاب؟[2]

ثمّ إنّ نظريّتهم في استقلال العبد في الفعل مبنيّة على مسألة فلسفية، وهو أنّ حاجة الممكن إلى العلّة تنحصر في حدوثه، لا فيه وفي بقائه، وعلى ضوء ذلك قالوا باستقلال العبد في مقام الايجاد.

والمبنى والبناء كلاهما باطلان. أمّا الافتقار حدوثاً فقط فهو لا يجتمع مع كون الاِمكان من لوازم الماهيّة وهي محفوظة حدوثاً وبقاءً، فكيف يجوز الغناء عن الفاعل بقاء؟

قال الحكيم الشيخ محمد حسين الاصفهاني:

والافتقار لازم الاِمكان * من دون حاجة إلى البرهان

لا فرق مابين الحدوث والبقا * في لازم الذات ولن يفترقا

هذا كلّه حول المبني، وأمّا البناء فالتخلّص عن الجبر يكفي في استناد الفعل إلى الفاعل والخالق معاً، لكن يكون قدرة المخلوق في طول قدرة الخالق، ومنشعبة عنها، وهذا يكفي في الاستناد وصحّة الاَمر والنهي و التأديب والتثويب، فالجبر


[1] القاضي عبد الجبار: شرح الاَُصول الخمسة: 778، وفي ذيله ما ربما يوهم خلاف ما هو المشهور عنهم.
[2] شرح المواقف: 8|156.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست