responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 372

الشريف المرتضى بقوله سبحانه: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسيَّئةِ قَبْلَ الْحَسَنَة وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ المَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرةٍ لِلنّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَديدُ العِقاب) .[1] وقال: في هذه الآية دلالة على جواز المغفر لاَنّه سبحانه دلّنا على أنّه يغفر لهم مع كونهم ظالمين، لاَنّ قوله: (عَلى ظُلْمِهِمْ) جملة حالية إشارة إلى الحال التي يكونون عليها ظالمين، ويجري ذلك مجرى قول القائل: «أنا أودّ فلاناً على غدره» و«وأصلُهُ على هجره» . [2]

وقد أوضحنا الحال في دلالة الآية وأجبنا عن إشكال القاضي على دلالتها في الاِلهيّات.[3]

5. الشفاعة حطّ الذنوب أو ترفيع الدرجة

لمّا ذهبت المعتزلة إلى خلود مرتكب الكبيرة في النار، وإلى لزوم العمل بالوعيد، ورأت أنّ آيات الشفاعة، تضادّ تلك الفكرة، التجأت إلى تفسيرها بغير ما هو المعروف والمتبادر منها، فقالوا: إنّشفاعة الفسّاق الذين ماتوا على الفسوق ولم يتوبوا تتنزّل منزلة الشفاعة لمن قتل ولد الغير وترصّد للآخر حتى يقتله، فكما أنّذلك يقبح فكذلك هاهنا.[4]

فالشفاعة عندهم عبارة عن ترفيع الدرجة، فخصّوها بالتائبين من الموَمنين وصار أثرها عندهم ترفيع المقام لا الانقاذ من العذاب أو الخروج منه، قال القاضي: إنّ فائدة الشفاعة رفع مرتبة الشفيع والدلالة على منزلة من المشفوع.[5]


[1] الرعد:6.
[2] الطبرسي: مجمع البيان: 3|278.
[3] حسن مكي العاملي: الاِلهيات: 1|910.
[4] القاضي عبد الجبار،:شرح الاَُصول الخمسة: 688.
[5] القاضي عبد الجبار،:شرح الاَُصول الخمسة: 689.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست