إذا كان الاِنسان لم يُخلق سدى بل خلق لغاية، والغاية ممّا لا يدركها البشر
بعقله العادي، ففي ذمّته سبحانه إرسال الرسل لهداية الناس إلى الغايات المنشودة
وإلاّ يلزم أن يكون خلق الاِنسان سُدى وعبث.
9ـ قاعدة اللطف:
إنّ قاعدة اللطف لها دور في الكلام الشيعي وتترتّب عليها قواعد وأحكام،
وحاصلها أنّه إذا كان الغرض المترتب على التكليف لا يحصل إلاّ بفعل يقرّب
العبد من الطاعة ويبعّده عن المعصية، كان على اللّه سبحانه القيام بذلك.
وبعبارة أُخرى كل ما هو دخيل في تحقق الرغبة إلى الطاعة والابتعاد عن
التمرد والمعصية في نفوس الاَكثرية الساحقة من البشر يجب على اللّه سبحانه
القيام به صوناً للتكليف عن اللغو يقول سبحانه: (وبَلَوناهُمْ بالحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ
لَعلَّهُمْ يَرجِعُونَ)[1] وقال تعالى: (وما أرْسَلْنا في قَريَةٍ مِنْ نَبىٍّ إلاّ أخَذْنا أهلَها
بالبأْساءِ والضَّرَّاءِ لَعلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ)[2]
فإنّ تعليل ابتلاء الناس بالسراء والضراء لرجاء رجوعهم للطاعة دليل على
أنّ كل ما يكون سبباً للجوء الناس للطاعة كان عليه سبحانه أن يقوم به لاَنّه مقتضى
حكمته. والعقل يستقلّ بحسن ذلك.
10ـ لزوم النظر في برهان مدّعي النبوّة:
يجب النظر في برهان المدعي إذا ادّعى مسألة تمتّ إلى الدين بصلة على
وجه يعاقب الاِنسان لو لم يعتقد بها أو اعتقد بالخلاف.