responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 281

جميعاً فيخبرهم أنّه جاء من عند اللّه، وأنّه يدعوهم إلى اللّه بأمر اللّه، ويقول: (لا تدركهُ الاَبصارُ وهو يدركُ الاَبصار ) و (ولا يحيطونَ بهِ علماً) و (ليسَ كمثلهِ شيء) ثم يقول: أنا رأيته بعيني وأحطت به علماً، وهو على صورة البشر ! أمّا تستحيون، ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا: أن يكون يأتي عن اللّه بشيء، ثم يأتي بخلافه من وجه آخر» [1]

ومن وقف على كتب أهل الحديث والاَشاعرة، يقف على أنّ لهم في إثبات الروَية، إصراراً عجيباً، وترى أنّ الاِمام كيف قطع الطريق على أبي قرّة الذي اغترّ بأحاديث مدسوسة اختلقتها اليهود وأنصارهم وبثّوها بين المسلمين، ولولا ضيق المجال لنقلت قسماً وافراً من خطبهم ومناظراتهم عليهم السّلام في مجال العقائد حتى تقف على أنّ حديثهم هو المنطلق الرابع لنشوء علم الكلام ونضوجه وتكامله.

فمن الموَسف جداً أن يتّهم شيعة العترة الطاهرة بما في كلام المستشرق (آدم متز) فقد وصفهم بأنّه لم يكن للشيعة مذهب كلامي إلى القرن الرابع، مع أنّ فيهم أئمّة المسلمين وقادة الا َُمّة الذين يصدق فيهم قول الشاعر:

من تلق منهم، تلق كهلاً أو فتىً علم الهدى بحـر الندى المورودا

إلى هنا، تبيّن أنّ أحد الاَسباب لنشوء علم الكلام هو العامل الداخلي الذي لا يتجاوز عن إطار القرآن والسنّة النبوية وكلمات العترة الطاهرة، وهناك عامل خارجي صار سبباً لنموّ الاَفكار الكلامية المأخوذة عن الا َُصول الموجودة في الكتاب والسنّة وهو وجود الصراع الفكري بين المسلمين وغيرهم، وإليك بيانه:


[1] الصدوق: التوحيد: 110 ـ 111 ح9.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست