responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 249

2. العدل: اتّفقت الشيعة على عدله تعالى فلا يظلم عباده مثقال ذرَّة لاَنّ الظلم ينشأ إمّا عن الجهل بقبحه وإمّا عن الحاجة إليه وكلاهما آية النقص وهو تعالى منزَّه عن كلِّ ذلك لكماله المطلق وعلى هذا الاَساس قالت الشيعة ببطلان الجبر في أفعال العباد وأنّ المكلّفين غير مجبورين في أفعالهم وأقوالهم، خلقهم اللّه مختارين في ما يفعلون ويتركون غير مضطرّين في طاعة أو معصية، وجعل الاِنسان تامّ التصرُّف في ما يسعد به ويشقى، وأنّه (لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى) [1] و (أَنْ لَيْسَ لِلاِنْسانِ إِلاّ ما سَعى) [2] و (فَمَنْ شاء فَلْيُوَْمِنْ وَمَن شاءَ فَلْيَكْفُر ) [3].

لكن إخواننا أبناء السنّة لمّا لم يعترفوا بالحسن والقبح العقليّين ولم يعتقدوا بأنّ النفس تدرك حسن العدل وقبح الظلم، قالوا بأنّما حسّنه الشرع فهو حسن، حتّى لو أمر بالظلم والعدوان، وكلّ ما قبّحه الشرع فهو قبيح حتّى لو نهى عن العدل والاِحسان، وآلت النتيجة أنّه لا مفهوم للحسن والقبح ولا للعدل والظلم بالنسبة إليه تعالى.

المصادر الدينية للشيعة

الشيعة كسائر الفرق الاِسلاميّة تعتمد على كتاب اللّه العزيز، الذي هو مقياس يوزن به الحقُّ والباطل، وتعتمد على السنّة المأثورة عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن طريق الثقات وعلى ما اتّفق عليه المسلمون في الاَجيال السالفة والحاضرة، وعلى الاَحاديث المأثورة عن الاَئمّة الاثني عشر الّذين هم أقرب الناس إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعنه أخذوا علومهم ومعارفهم بلا واسطة أو بواسطة آبائهم.

والمصدر الاَخير عند الشيعة من أهمِّ مصادر التشريع تعتمد عليه في غالب شوَونها، وهم يتمسّكون في حجّيّة هذا المصدر بقول الرسول الاَعظم ـ : «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ


[1] الاَنعام: 164.
[2] النجم: 39.
[3] الكهف: 29.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 249
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست