responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 218

النعمة من اللّه سبحانه على عباده الموَمنين حسن جميل، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجدّدها بالشكر [1]

2ـ روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس ـ رضي اللّه عنه ـ قال: لمّا قدم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسُئلوا عن ذلك، فقالوا: هو اليوم الذي أظفر اللّه موسى وبني إسرائيل على فرعون، ونحن نصوم تعظيماً له، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «نحن أولى بموسى» وأمر بصومه [2]

وقد استدل ابن حجر العسقلاني بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي على ما نقله الحافظ السيوطي، فقال: فيستفاد منه فعل الشكر للّه تعالى على ما منّ به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة. والشكر للّه يحصل بأنواع العبادة، كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم[3].

3ـ وللسيوطي أيضاً كلام آخر نأتي بنصه، يقول: وقد ظهر لي تخريج عمل المولد على أصل آخر، وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس انّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عقّ عن نفسه بعد النبوة مع أنّه قد ورد أنّ جده عبد المطلب عقّ عنه في سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أنّ الذي فعله النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إظهار للشكر على إيجاد اللّه إيّاه رحمة للعالمين وتشريفاً لاَُمته كما كان يصلّي على نفسه، لذلك فيستحب لنا أيضاً إظهار الشكر بمولده بالاجتماع، وإطعام الطعام، ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرّات [4]


[1] ابن رجب الحنبلي: لطائف المعارف: 98.
[2] مسلم: الصحيح: 3|150 باب صوم يوم عاشوراء من كتاب الصيام.
[3] السيوطي: الحاوي للفتاوي: 1|196.
[4] السيوطي: الحاوي للفتاوي: 1|196.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست