responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 217

المبرّات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم ... فرحم اللّه امرءاً اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً، ليكون أشد علّة على من في قلبه مرض وأعيا داء [1]

إذا عرفت ما ذكرناه فلا تظن أن يشك أحد في جواز الاحتفال بمولد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، احتفالاً دينياً فيه رضى اللّه ورسوله، ولا تصح تسميته بدعة، إذ البدعة هي التي ليس لها أصل في الكتاب والسنّة، وليس المراد من الاَصل؛ الدليل الخاص، بل يكفي الدليل العام في ذلك.

ويرشدك إلى أنّ هذه الاحتفالات تجسيد لتكريم النبي؛ وجدانك الحر، فانّه يقضي ـ بلا مرية ـ على أنّها إعلاء لمقام النبي وإشادة بكرامته وعظمته، بل يتلقاها كل من شاهدها عن كثب على أنّ المحتفلين يعزّرون نبيّهم ويكرمونه ويرفعون مقامه اقتداءً بقوله سبحانه: (ورَفَعنا لكَ ذِكْرَكَ) [2]

السنّة النبوية وكرامة يوم مولده صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

1ـ أخرج مسلم في صحيحه، عن أبي قتادة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «فيه ولدت، وفيه أُنزل عليّ» [3]

يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ عند الكلام في استحباب صيام الاَيام التي تتجدّد فيها نعم اللّه على عباده ـ ما هذا لفظه: إنّ من أعظم نعم اللّه على هذه الاَُمّة إظهار محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وبعثته وإرساله إليهم، كما قال اللّه تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ علَـى الموَمنينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أنْفُسِهِمْ) [4] فصيام يوم تجدّدت فيه هذه


[1] المواهب اللدنية: 1|148.
[2] الانشراح: 4.
[3] مسلم: الصحيح: 3|168 باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر من كتاب الصيام.
[4] آل عمران: 164.

اسم الکتاب : رسائل ومقالات المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست