وقد أحيى أصحاب الكهف بعد أن أنامهم نومة شبه الموت مئات السنين.
يقول سبحانه:
(وكَذلِكَ بَعَثناهُمْ لِيَتَساءلُوا بَينَهُم ...)[1]
إلى أن قال سبحانه:
(ولَبِثُوا فِي كَهْفِهِم َثلاثَ مِائةٍ سِنينَ وازدادوا تِسعا)[2]
ومن أنكر امكان الرجعة فقد أنكر قدرة اللّه، وأمّا الوقوع فإن كانت الروايات
متواترة نأخذ بها في مجال العقيدة وإلاّ فروايات الآحاد لا تفيد في مجالها ولا
يوَخذ بها.
28. يقول: «وأوّل من قال بفكرة الرجعة ودعا إليها عبد اللّه بن سبأ اليهودي
فأخذ يقول برجعة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مثل عيسى واستشهد بقول اللّه تعالى:
(انّ الذي
فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) » . [3]
مناقشتنا:
انّ من الموَسف جداً أن ينسب فكرة الرجعة إلى شخصية اسطورية لم
يثبت أي وجود لها بالوصف المذكور في التاريخ حيث إنّه يوصف فيه انّه بتجوّله
في البلاد استطاع أن يقلب وضع المسلمين رأساً على عقب ويثيرهم ضد الخليفة
عثمان بن عفان و ... ، انّ ذلك ممّا لا يقبله العقل السليم، ولا سيرة المسلمين أيام
الخلفاء.
لم يكن ابن سبأ المزعوم بأعز من أبي ذر ـ ذلك الصحابي العظيم ـ عند
عثمان فقد نفاه إلى الربذة فمات هناك وحيداً فلِمَ لم يقم به الخليفة في حق عدوه
المزعوم حتى أفسد الجو وأثار الفتنة وانتهى الاَمر إلى قتله في عقر داره كل ذلك