responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في ظل أُصول الاِسلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 90

السامية، والزهد والورع والتقوى إلى ملكات كريمة ونفسيات فاضلة وفواضل وفضائل أُخرى لا تعدّ ولا تحصى، وهي بواعث كلٌّ منها بمفرده عاملٌ قويٌّ في أخذ حبّهم بمجامع القلوب، وتعطف النفوس عليهم برمتها.

ما يدلّ على لزوم محبة الصحابة:

وقد توفَّرت مُقتضيات الحبّ وبواعثه في الصحابة أيضاً. يقول اللّه تعالى: (مُحمّد رَسُولُ اللّهِ والَّذِينَ مَعَهُ أَشِداءُ على الكُفّار رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجدَّاً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّهِ وَرضواناً سِيماهُمْ في وُجُوهِهِمْ مِنَ أَثَرِ السُجُودِ ذلك مَثَلُهُم في التَوراةِ ومَثَلُهُمْ في الاِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَج شَطْأَهُ فَازَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى على سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُرّاع لِيَغِيظَ بِهمُ الكُفّارَ وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وََأجْراً عَظيماً)» [1]

فحقيق أن يحب الاِنسان من توفّرت فيهم هذه الصفات من الصحابة ويودّهم.

إذا وقفت على هذا الاَصل الذي له جذور في الكتاب والسنّة ورأيت دعوتهما إليه، لابدّ أن تعرف أنَّ لهذه المحبة مظاهر ومجالي حسب مقتضيات العصور والاَجيال، ولا يمكن تحديد هذه المظاهر لاختلافها حسب اختلاف الظروف واللازم على الشريعة الدعوة إلى الاَصل والجوهر، وهي محبة النبيّ وعترته، وأمّا الكيفيات والقوالب فمتروك أمرها إلى عادة الناس وعرفهم، وإلى الظروف والاَجيال.


[1]الفتح: 29.

اسم الکتاب : في ظل أُصول الاِسلام المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست