responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالركب الحسينى(ج6) المؤلف : پور امینی، محمد امین    الجزء : 1  صفحة : 220

رأت أباها بنومها، فانتبهت وهي تطلبه وتبكي وتصيح، فلمّا سمع يزيد ذلك‌] «1» فقال: ارفعوا إليها رأس أبيها، وحطّوه بين يديها تتسلّى. فأتوا بالرأس في طبق مغطّى بمنديل، ووضعوه بين يديها، فقالت: يا هذا «2» إنّي طلبت أبي ولم أطلب الطعام، فقالوا: إنّ هنا أباك، فرفعت المنديل ورأت رأساً فقالت: ما هذا الرأس؟! قالوا: رأس أبيك، فرفعت الرأس ووضعته «3» إلى صدرها وهي تقول: يا أبتاه من ذا الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه من ذا الذي قطع وريدك «4»؟ يا أبتاه، من ذا الذي أيتمني على صغر سنّي؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر؟ يا أبتاه مَن للنساء الحاسرات؟ يا أبتاه مَن للأرامل المسبيّات؟ يا أبتاه مَن للعيون الباكيات؟ يا أبتاه مَن للضائعات الغريبات؟ يا أبتاه مَن للشعور المنشورات؟ يا أبتاه مَن بعدك واخيبتاه، يا أبتاه من بعدك واغربتاه، يا أبتاه ليتني لك الفداء، يا أبتاه ليتني قبل هذا اليوم عمياء، يا أبتاه ليتني وسدت «5» التراب ولا أرى شيبك مخضّباً بالدماء.
ثمّ وضعت فمها على فم الشهيد المظلوم، وبكت حتّى غشي عليها، فلمّا حرّكوها فإذا هي قد فارقت روحها الدُّنيا، فارتفعت أصوات أهل البيت بالبكاء، وتجدّد الحزن والعزاء، ومن سمع من أهل الشام بكاءهم بكى‌، فلم يرَ في ذلك اليوم إلّاباكٍ أو باكية، فأمر يزيد بغسلها وكفنها ودفنها» «6».


اسم الکتاب : معالركب الحسينى(ج6) المؤلف : پور امینی، محمد امین    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست