responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بلاغ عاشورا المؤلف : محدثي، الشیخ جواد    الجزء : 1  صفحة : 169

من عند اللَّه تبارك وتعالى، والذين تسنّموا بلا استحقاق منصب زعامة المسلمين وخلافة رسول‌اللَّه صلى الله عليه و آله والنيابة عنه كانوا قد جعلوا أمر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ووصيّته تحت أقدامهم.
وترتكز الولاية في الإسلام على‌ أساس الجدارة والصلاحيّة، وأصلح أفراد المجتمع الإسلامي لتسنّم زعامة وقيادة المسلمين هم الأئمّة المعصومون، ولهم عليهم السلام تصريحات متظافرة في صددهذه الحقيقة، فالإمام الحسين عليه السلام مثلًا يقول:
«ونحن أهل البيت أولى‌ بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم ...» «1»
والعقيدة بهذه الولاية تجعل الإنسان الموالي في خطّ قيادة «وليّ اللَّه»، فهو إنْ يعشق فإنّما يعشق الوليّ الصالح، إذا سلّم أمره وأطاع فلهذا الوليّ، وإذا كانت عنده نصرة ومؤازرة يبذلها فإنّما يبذلها هدية لهذا القائد الربّاني، وإذا قاتل فإنّما يقاتل تحت لواء حجّة اللَّه وبأمره، وهذه موهبة إلهيّة لا يؤتاها أولئك الذين لا يؤمنون أساساً بهذه العقيدة، أوالذين مع اعتقادهم بولاية أئمّة أهل البيت عليهم السلام يتهرّبون على صعيد العمل من أداء التكليف القائم على‌ أساس «قبول الولاية»، أوالذين في العمل ينقادون لولاية الظالمين.
جاء في الرسالة التي كتبها الإمام الحسين عليه السلام إلى أشراف البصرة وأهلها: «أمّا بعدُ، فإنّ اللَّه اصطفى‌ محمّداً صلى الله عليه و آله على‌ خلقه، وأكرمه بنبيه، واختاره لرسالته، ثمّ قبضه اللَّه إليه، وقد نصح لعباده، وبلّغ ما أُرسل به صلى الله عليه و آله، وكُنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقّ الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية، ونحن نعلمُ أنّا أحقُّ بذلك الحقّ المستحقِّ علينا ممّن تولّاه .... وقد بعثت برسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى‌ كتاب اللَّه وسنّة نبيّه صلى الله عليه و آله، فإنّ السُنّة قد أُميتت، وإنّ البدعة قد أُحييت، وإنْ تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة اللَّه.» «2»
وممّا قاله عليه السلام في خطابه بعد أن التقى‌ جيش الحرّ بن يزيد الرياحي:
«.. فإنّكم إن تتقّوا وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى‌ للَّه ...» «3»
والإمام عليه السلام لاعتقاده بأنّ «الولاية» حقّ له فقد دعا النّاس إليها واحتجّ عليهم بها.


اسم الکتاب : بلاغ عاشورا المؤلف : محدثي، الشیخ جواد    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست