responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 19  صفحة : 78
والمحدّث البحراني [1]؛ مستدلّين باستلزامها المودّة لهم، وهي محرّمة؛ لقوله سبحانه وتعالى: «لَاتَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ» [2].
وقد تقدّم أنّ هذه الآية أجنبية عن موارد الوقف والصدقة والوصية والهبة لأهل الذمّة.
القول الثالث: التفصيل بين الأرحام وغيرهم، فجوّزها فيهم دون غيرهم [3]؛ لما ورد من الحثّ على صلة الرحم مطلقاً، الشامل للذمّي أيضاً [4].
وقد تقدّم التعليق عليه عند الحديث في الوقف على أهل الذمّة.
(انظر: وصيّة)
ه- تعزيتهم:
التعزية هي تسلية أهل المصيبة وقضاء حقوقهم والتقرّب إليهم وإطفاء نار حزنهم [5]، وهي مستحبّة إذا كانت للمسلمين، بلا خلاف في ذلك [6]، وأمّا لأهل الذمّة فقد صرّح العلّامة الحلّي بجوازها أيضاً، حيث قال: «الأقرب جواز تعزية أهل الذمّة... لأنّها كالعيادة، وقد عاد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم غلاماً من اليهود مرض [7]...» [8].
بينما يظهر من المحقّق الحلّي المنع منها، حيث قال: «تعزية أهل الذمّة ليس بمسنون؛ لأنّه يتضمّن ودّاً وحنواً، وهو منهيّ عنه. لا يقال: قد روي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أتى غلاماً من اليهود وهو مريض، وعيادته في معنى تعزية أهله؛ لأنّا نقول: يحتمل أن يكون إنّما جاءه لعلمه أنّه يسلم، فقد روي أنّه قعد عند رأسه وقال له: «أسلم»، فنظر إلى أبيه، فقال: أطع أبا القاسم، فقال النبيّ: «الحمد للَّه الذي أنقذه من النار» [9]» [10].

[1] الحدائق 22: 519، 524
[2] المجادلة: 22
[3] الغنية: 307
[4] نقل الدليل على ذلك في الحدائق 22: 524
[5] التذكرة 2: 123
[6] جواهر الكلام 4: 325
[7] سنن أبي داود 3: 185، ح 3095
[8] التذكرة 2: 126
[9] سنن أبي داود 3: 185، ح 3095
[10] المعتبر 1: 343
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 19  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست