responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 19  صفحة : 304
اللفظ الدال على إنشاء خاص من طرف واحد» [1].
فتشترك العقود والإيقاعات في كونها إنشاءً لا إخباراً، وتختلف فيما ذُكر، قال المحقّق الكركي: «وأمّا الإقرار فليس من العقود والإيقاعات في شي‌ء؛ لأنّه ليس بإنشاء، وإنّما هو إخبار جازم عن حقّ لازم للمخبر» [2].
ثانياً- حقيقة الإيقاع:
لم يتعرّض الفقهاء لبيان حقيقة الإيقاع إلّا قليلًا في مقام التفرقة بين العقد والإيقاع، والمستفاد من كلماتهم- كما مرّ التصريح به عن المحقّق النجفي- أنّ الإيقاع يطلق على ما لا يحتاج في إنشائه إلى قبول، بل يحصل بالإنشاء من طرف واحد.
إلّاأنّ هذا لا يبيّن الفرق الجوهري بين العقد والإيقاع، ومن هنا تصدّى بعض الفقهاء الكبار إلى توضيح الفرق الدقيق بينهما.
قال السيّد الحكيم: «والأولى أن يقال:
إنّ المائز بين العقد والإيقاع أنّ المفهوم المنشأ إن كان متعلّقاً بطرفين على وجه يكون تعلّقه بكلّ منهما خلاف السلطنة عليه يكون عقدياً، أو لا يكون كذلك فيكون إيقاعاً، مثلًا: تمليك مال إنسان لآخر لمّا كان على خلاف سلطنة المالك والمتملّك- فإنّ خروج مال إنسان عن ملكه إلى ملك غيره خلاف سلطنة المالك على ماله، وخلاف سلطنة المتملّك على نفسه- كان التمليك مفهوماً عقدياً.
وإسقاط ما في الذمّة لمّا لم يكن خلاف سلطنة من له الذمّة كان إيقاعاً، فيجوز وقوع الثاني بلا حاجة إلى إعمال سلطنة صاحب الذمّة، ولا يجوز وقوع الأوّل بلا سلطنة المتملّك. ومن ذلك تعرف أنّ إنشاء المفهوم العقدي لا يكون إلّابإعمال سلطنة كلّ من الطرفين، فيكون إيجاباً من طرف وقبولًا من طرف آخر» [3].
وقال في موضع آخر: «لا يخفى أنّ الفرق بين الإيقاع والعقد أنّ الأوّل يكفي في حصوله إعمال سلطنة سلطان واحد،
[1] جواهر الكلام 32: 2
[2] رسالة صيغ العقود والإيقاعات (رسائل المحقّق‌ الكركي) 1: 209. وانظر: جواهر الكلام 35: 2
[3] مستمسك العروة 13: 50
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 19  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست