responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 18  صفحة : 423
الأتقياء) وورد دليل آخر: (لا تكرم العلماء) فلا تعارض بينهما؛ لأنّ الدليل الأوّل لا ظهور له في العموم كي يعارض عموم الدليل الثاني، بل هو ظاهر في القسم الخاص من العلماء، وحينئذٍ يتخصّص به عموم الدليل الثاني وينصرف ظهوره إلى غير الأتقياء من العلماء [1].
وأمّا القرينة المنفصلة فلا ترفع أصل الظهور وإنّما ترفع حجّيته، وهذا معناه انعقاد الظهور الأوّلي للكلام، وفي قباله انعقد ظهور آخر مخالف له فيتعارضان، غير أنّ الظهور الثاني رافع لحجّية الظهور الأوّل باعتبار أنّ حجّية الظهور الأوّل موقوفة على أن لا يعدّ المتكلّم الظهور الآخر تفسيراً وكاشفاً للمراد النهائي له، ومعه يكون المعوّل عقلائياً على الظهور الثاني المعدّ للتفسير وكشف المراد النهائي.
وهذا يعني أنّ القرينة المنفصلة لم ترفع أصل الظهور وإنّما رفعت حجّيته.
وتفصيل الكلام موكول إلى علم الاصول.
إنقاذ أوّلًا- التعريف:
الإنقاذ- لغة-: مصدر أنقذ من النقذ، وهو التخليص والتنجية [2]، وأنقذه من فلان واستنقذه منه، أي نجّاه وخلّصه [3].
ويستعمل المعنى اللغوي نفسه في إطلاق الفقهاء.
ثانياً- الحكم الإجمالي ومواطن البحث:
يتعدّد المتعلّق الذي يرتبط به الإنقاذ وتختلف الأحكام تبعاً لذلك، وهذا ما نبيّنه على الشكل التالي:
الأوّل- إنقاذ النفس الإنسانية:
ثمّة أحكام تتعلّق بإنقاذ النفس الإنسانية تعرّض لها الفقهاء في محلّه، وهي كما يلي:
1- كرامة النفس الإنسانية:
لقد كرّم اللَّه النفس الإنسانية وخصّها بالعناية والتشريف بما لم يوجد في كثير من المخلوقات، فالنفس الإنسانية ذات كرامة في نفسها، حيث إنّ الإنسان يختصّ من بين الموجودات الكونية بالعقل الذي يعرف به الحقّ من الباطل والخير من الشرّ والنافع من الضار، ويزيد الإنسان على غيره من الموجودات في جميع الصفات والأحوال التي توجد بينها والأعمال التي يأتي بها.
وقد سار الإنسان في جميع وجوه حياته الكمالية إلى غايات بعيدة، ولا يزال يسعى ويرقى، قال اللَّه تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى‌ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» [4]، والكلام يعمّ جميع أفراد البشر.
نعم، قد فضّل اللَّه سبحانه بعض بني آدم بالكرامة الخاصة الإلهية والقرب والفضيلة الروحية، وأعطى لآخرين منزلة ودرجة
[1] انظر: مصباح الاصول 3: 351. بحوث في علم الاصول 7: 185، 188، 196.
[2] القاموس المحيط 1: 676. وانظر: تاج العروس 2: 582.
[3] الصحاح 2: 572. وانظر: تاج العروس 2: 582.
[4] الإسراء: 70.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 18  صفحة : 423
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست