responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 17  صفحة : 359
7- إلقاء النفس في الأخطار لإنقاذ نفس محترمة:
تحتلّ مسألة إنقاذ النفس الإنسانية المحترمة وإحيائها مكانة كبيرة لدى المشرّع الإسلامي، وقد ورد في هذا الشأن آيات من الكتاب الكريم، منها قوله تعالى:
«وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً» [1].
ووردت روايات عن المعصومين عليهم السلام مفسّرة لهذا الإحياء بأنّه الإنقاذ من الحرق أو الغرق أو الهدم أو السباع [2]، بل كان هذا الحكم من الأهمية بمكان بحيث أباح الشارع لأجله ارتكاب بعض المحرّمات أو قطع بعض الواجبات.
والقدر المتيقّن من المراد بالنفس المحترمة هو نفس المسلم، أمّا غيره من النفوس التي يحرم إتلافها- كالذمّي والمعاهد- فقد اختلف في وجوب إنقاذها وحفظها.
وقد يقع الكلام في أنّه هل يجوز للشخص أن يلقي بنفسه في الأخطار أو التهلكة من أجل إنقاذ نفس أو نفوس محترمة؟
وقد تقدّم الكلام في عكس هذه المسألة- أي إتلاف نفس غيره لأجل إنقاذ نفسه- في مصطلح (اضطرار) و(إكراه)، وقد ذكر هناك بأنّه لا يجوز إتلاف النفس المحترمة ولو لأجل إنقاذ نفسه من القتل أو الموت، إلّا في بعض الحالات وعلى بعض المباني التي اختارها بعض المعاصرين [3].
أمّا تعريض النفس للإتلاف أو الهلاك لأجل إنقاذ نفوس محترمة فهذا يمكن تصوّره في حال كون تلك النفس أهم من نفس المكلّف، كما في حال الدفاع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الإمام عليه السلام أو إنقاذ حياتهم، فنفوسهم عليهم السلام أهم من نفوس كلّ المسلمين.
أمّا إذا كانت تلك النفس مساوية لنفس المكلّف من حيث الإسلام والاحترام، فهل يجوز التضحية بالنفس لأجل إنقاذها؟
قد يقال بالجواز؛ تمسّكاً بعموم قوله تعالى: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى‌ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ» [4]، كما ذهب إليه الشهيد
[1] المائدة: 32.
[2] تفسير القمّي 1: 167.
[3] مباني تكملة المنهاج 2: 13.
[4] الحشر: 9.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 17  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست