responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 17  صفحة : 352
إذاً لابدّ من حمل موضوع التهلكة في الآية الكريمة على معنى لا يتنافى مع مشروعية الجهاد والدفاع.
هذا كلّه إذا فسّرت التهلكة في الآية الكريمة بمعنى الموت.
أمّا إذا فسّرت بالمعاني الاخرى التي وردت كلمة الهلكة والتهلكة فيها- كالعذاب ومخالفة التكليف ونحو ذلك- فهذا يخرج الآية الكريمة عن موضوع الاستدلال.
أمّا الروايات التي قد يستدلّ بها على عدم المشروعية، فهي رواية ناجية عن أبي جعفر عليه السلام- في حديث- أنّه قال: «إنّ المؤمن يبتلى بكلّ بليّة ويموت بكلّ ميتة، إلّا أنّه لا يقتل نفسه» [1]، ورواية أبي ولّاد الحناط، قال: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: «من قتل نفسه متعمّداً فهو في نار جهنّم خالداً فيها» [2]، حيث يقال بأنّ هذه الروايات ظاهرة في أنّه لا يجوز للمؤمن أن يقتل نفسه ولو بالتسبيب، والعمليات الاستشهادية من هذا القبيل.
ويلاحظ عليه بأنّ إحدى الروايتين ظاهرها النظر إلى قتل النفس تخلّصاً من البلايا التي قد تصيب المؤمن في الدنيا أو اختياراً لموتة معينة خوفاً ممّا هو أشقّ، وهذا خارج عن موضوع العمليات الاستشهادية.
وقد يدخل تحت مدلول هذه الرواية ما يسمّى في بعض المجتمعات المعاصرة ب (الموت الرحيم)، حيث يتمّ القضاء على حياة المريض الذي لا أمل له في الشفاء ويعاني آلاماً رهيبة من مرضه، فإنّه قد يقال: إنّ هذه الرواية تدلّ على حرمة ذلك.
وأمّا الرواية الثانية فهي أيضاً ناظرة إلى قتل النفس بما هو قتل للنفس لا بما هو جهاد أو دفاع في قبال العدو، فيكون تمام النظر فيها إلى إماتة الإنسان نفسه من دون اقترانه بهدف كبير ومشروع يسوّغه كالدفاع عن الإسلام، وعليه فهذه الرواية أيضاً لا تشمل حالات الجهاد والدفاع أساساً.
وفي قبال ذلك قد يستدلّ ببعض آيات‌
[1] الوسائل 29: 24، ب 5 من القصاص في النفس، ح 3.
[2] الوسائل 29: 24، ب 5 من القصاص في النفس‌، ح 1.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 17  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست