responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 17  صفحة : 336
فلا يبعد القول لا سيّما في مثل زماننا هذا بوجوب التعلّم كفائياً لتحقيق هذا الغرض.
ولذلك نجد أنّ رفع حالة الامّية في المجتمع مقدّمة لتحصيل المعارف الدينية والإسلامية، كما أنّه مقدّمة لتحصين الامّة والناس من الانحراف والضلال، ومقدمة لرقي المجتمع من الناحية الثقافية والعلمية والحضارية؛ فإنّ المجتمعات التي يندر فيها وجود المتعلّمين تكون في العادة مجتمعات متخلّفة تتراجع فيها المعرفة وتتهاوى فيها معالم التقدّم والتطوّر، مع أنّ اللَّه سبحانه حثّ الإنسان على مواصلة طلب العلم وعدم التوقّف في هذا الأمر، قال سبحانه وتعالى: «وَقُل رَبِّ زِدْنِي عِلْماً» [1].
وبهذا يمكن إدراج وجوب رفع الامّية في المجتمع وضرورة سعي الدولة الإسلامية لتحقيق ذلك من عمومات وجوب الإعداد لمواجهة أشكال الخطر الخارجي والداخلي، ووفقاً لما أثبتته الدراسات الإحصائية والإنسانية، فإنّ المجتمعات التي لا تعرف ثقافة التدوين، أي ثقافة القراءة والكتابة، لا تدخل مرحلة الحضارة، وتظلّ مجتعات تعيش على هامش الحضارة.
من هنا رأينا في الروايات أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومنذ بدايات تأسيس الدولة الإسلامية سعى لرفع حالة الامّية، ففي معركة بدر طلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من كلّ أسير أن يعلّم عشرة من الأنصار بحيث يحسنون الكتابة، ويكون ذلك فداءً يطلق سراحهم بعده، وقد تعلّم آنذاك عدد من المسلمين، منهم زيد ابن ثابت.
كما أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عبد اللَّه بن سعيد ابن العاص أن يعلّم الناس الكتابة بالمدينة [2]؛ ولهذا عجّت مساجد المدينة التسعة بحركة تعليم القراءة والكتابة والقرآن، ولم يقف الأمر عند الذكور من المسلمين، بل ذكرت بعض الروايات أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحثّ بعض زوجاته على تعليم بعض النساء والفتيات الكتابة وغيرها [3].
والمعروف تاريخياً أنّ ثقافة القراءة والكتابة لم تشهد ازدهاراً إلّابعد السنة الاولى للهجرة.
إنّ هذا كلّه يؤكّد على أنّ المنهج النبوي كان ومنذ المراحل الاولى لحركة تكوّن المجتمع الإسلامي يؤكّد على الانتقال بالامّة من المرحلة الشفوية العفوية إلى المرحلة التدوينية العلمية، وهذا ما أدّى إلى تكوّن الحضارة الإسلامية وازدهاراً عاماً بعد آخر.
وللملاك عينه الذي قلناه في وظائف الدولة وقادة المسلمين يصبح السعي لرفع الامّية بمعنى تعليم الآخرين واجباً أيضاً وفق المعيار نفسه.
(انظر: تعليم، علم)

[1] طه: 114.
[2] انظر: مكاتيب الرسول 1: 106.
[3] انظر: مكاتيب الرسول 1: 107- 108.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 17  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست