responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 17  صفحة : 155
وأحكامه، القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد جاء في خطبة السيّدة الزهراء عليها السلام: «... فرض اللَّه...
الأمر بالمعروف مصلحةً للعامّة...» [1].
وقال الإمام الحسين بن علي عليهما السلام في وصيّته لأخيه محمّد بن الحنفيّة: «... إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في امّة جدّي، اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي علي ابن أبي طالب» [2].
فهذان النصّان يدلّان على البعد الاجتماعي والسياسي العام لهذه الفريضة، وأنّ بها صلاح الامّة وتقدّمها.
إنّ جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة كلّ فرد من أفراد المجتمع يفرض على الامّة رقابةً عليها من نفسها، ويجعل لكلّ فرد من أفرادها الحقّ في ممارسة دور الوازع والناصح لها، ويجعل لكلّ مؤمن نحو ولاية على سائر المؤمنين في إطار الدعوة إلى المعروف والتحذير من المنكر [3]، ويمنحه شعوراً بالمسؤولية إزاءها، كما يجعل الامّة مسؤولة أمامه، وهو ما يؤدّي إلى ظهور الحقّ والمعروف، وانطماس الباطل والكفر، وشيوع القيم وضمور الانحرافات في المجتمع، ممّا يدفعه إلى السير دوماً في حركة مضطردة نحو الصلاح والفلاح والتكامل، وهذا هو الهدف الذي رسمه الإسلام لها.
من هنا وردت النصوص الشرعيّة الكثيرة لتحثّ على هاتين الفريضتين وتحذّر من عدم العمل بهما، وترشد إلى ترتّب الآثار الحسنة على العمل بهما والسيّئة على تركهما، بل جعلت منهما المعلم البارز للُامّة الإسلامية وعنواناً تمتاز بهما على الامم.
ففي الكتاب الكريم: قوله تعالى: «كُنتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَت لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَ أَكثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ» [4]، حيث مدح اللَّه المؤمنين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما مدحهم بالإيمان به تعالى، وهذا يدلّ على مدى أهمّية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حيث اقترانهما بالإيمان باللَّه سبحانه [5].
وقوله‌ تعالى: «وَلْتَكُن مِنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» [6].
وقوله تعالى فيما خصّ به الأمر بالمعروف، وقد ذكر لقمان الحكيم ووصيّته لابنه: «يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى‌ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» [7]. إلى غير ذلك ممّا ذكره اللَّه تعالى في كتابه العزيز [8].
وفي الأخبار، وهي كثيرة:
منها: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تزال امّتي‌
[1] الوسائل 1: 22، ب 1 من مقدّمة العبادات، ح 22.
[2] البحار 44: 329.
[3] انظر: مباني المنهاج 7: 137- 138.
[4] آل عمران: 110.
[5] المقنعة: 808.
[6] آل عمران: 104.
[7] لقمان: 17.
[8] المائدة: 2، 78، 79. الأعراف: 199. الحجّ: 41.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 17  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست