وشيئاً فشيئاً منذ الشيخ الطوسي بدأ كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدرج تارةً ضمن كتاب الجهاد [1]، واخرى بعده مستقلّاً [2].
وقد يكون المبرّر لذكر هذا البحث في كتاب الجهاد ما ذكره السيّد الگلبايگاني حيث قال: «حيث كان الجهاد بالمعنى الأعم شاملًا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنّ الهدف من مجاهدة الكفّار إعلاء كلمة اللَّه، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنّه من أجل إعلاء كلمة اللَّه وإجراء أحكام اللَّه» [3]. رابعاً- أهمّية الأمر والنهي وحكمة تشريعهما:
إنّ من خصائص الشريعة الإسلامية كمالها وتمامها واحتواؤها على جميع المقوّمات اللازمة لديمومتها ومواكبتها لتطوّرات العصر ومستجدّات الزمان، ومن جملة العناصر الضرورية لبقاء الدين واستمرار قوّته واستحكامه وعدم تطرّق الوهن والضعف إليه، ومنع كلّ يد تطاله وتحاول خفر ذمّته والتهاون في قوانينه
[1] انظر: الوسيلة: 207. السرائر 2: 21. المختصر النافع: 139. القواعد 1: 524. [2] انظر: المهذب 1: 340. الشرائع 1: 339. اللمعة الجلية (الرسائل العشر): 274. [3] مجمع المسائل 1: 375.