responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 17  صفحة : 114
1- خلقة المرأة:
ورد في بعض الروايات أنّ حوّاء خلقت من ضلع آدم عليه السلام [1]؛ ولذا كانت أضلاع الرجل أقلّ من أضلاع المرأة، وهذا إن دلّ على شي‌ء فإنّما يدلّ على أنّ الرجل مخلوق بالأصالة والمرأة مخلوقة بالتبع، فهي فرع وطفيلي، وهذا توهين للمرأة ونقص لها.
وقد اجيب عن هذه الشبهة:
أوّلًا: بأنّ هذه الرواية ضعيفة السند؛ لأنّ أكثر رواتها مجاهيل [2].
وثانياً:- على فرض صحّة سندها، كما يذهب إليه الشيخ الصدوق [3]- أنّها معارضة بالآيات والروايات، أمّا الآيات فكثيرة، منها: قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا» [4]، وقوله تعالى: «هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا» [5]، فإنّ المراد بالنفس في هذه الآيات هو جوهر الشي‌ء وأصله وذاته وحقيقته العينيّة، وليس المراد منها الروح والنفس وأمثالها، وعليه فالآيات تبيّن أنّ جميع الناس- رجالًا ونساءً- مخلوقون من ذات واحدة وجوهر واحد، كما تبيّن أنّ أوّل امرأة هي أيضاً قد خلقت من نفس تلك الذات والجوهر العيني، وليس من جوهر آخر، ولا هي فرع للرجل ولا متطفّلة عليه [6].
وأمّا الروايات فبعضها صريح في ردّ ذلك، كرواية زرارة أنّه قال: سئل أبو عبد اللَّه عليه السلام عن خلق حوّاء وقيل له: إنّ عندنا اناساً يقولون: إنّ اللَّه [عزّوجلّ‌] خلق حوّاء من ضلع آدم الأيسر الأقصى، فقال:
«سبحان اللَّه وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً...» [7].
وبعضها يكذّب فكرة خلق حوّاء من ضلع آدم، ويصرّح بأنّها خلقت من فضل‌
[1] الوسائل 26: 286- 289، ب 2 من ميراث الخنثى، ح 3- 5.
[2] المسالك 13: 246.
[3] الفقيه 3: 380- 381، ذيل الحديث 4336.
[4] النساء: 1.
[5] الأعراف: 189.
[6] المرأة في مرآة الجلال والجمال: 43- 44.
[7] الوسائل 20: 352، ب 28 من النكاح المحرّم، ح 1. وانظر: المرأة في مرآة الجلال والجمال: 44- 45.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 17  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست