خامساً- قبول الاعتذار في حقوق الناس:
صرّح بعض الفقهاء باستحباب قبول المعذرة من المعتذر استحباباً مؤكّداً، صادقاً كان أم كاذباً [1]. واستدلّ عليه بالكتاب وبعض الأخبار:
أمّا الكتاب: فقوله تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الجَاهِلِينَ» [2].
وأمّا الأخبار:
فمنها: ما ورد في النبوي: «من اعتذر إليه أخوه المسلم فلم يقبل منه جعل اللَّه عليه مثل إثم صاحب المَكْس» [3]. يعنى العشار؛ لأنّه يماكس كثيراً ويدعو له في حياته ومماته بالخير، فيستجاب فيه ما لا يستجاب لنفسه [4].
ومنها: ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «إقبل أعذار الناس، تستمتع بإخائهم» [5].
ومنها: ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «التمسوا لإخوانكم العذر في زلّاتهم وهفوات تقصيراتهم، فإن لم تجدوا العذر لهم في ذلك فاعتقدوا أنّ ذلك منكم
[1] كشف الريبة (المصنّفات الأربعة): 79. التحفة السنية 4: 119. [2] الأعراف: 199. [3] المستدرك 9: 56، ب 108 من أحكام العشرة، ح 1، باختلاف يسير. [4] التحفة السنية 4: 119. [5] المستدرك 9: 56، ب 108 من أحكام العشرة، ح 2.