أستغفر اللَّه وأتوب إليه؟ قال: «كان يقول:
أستغفر اللَّه، أستغفر اللَّه، سبعين مرّة، ويقول: وأتوب إلى اللَّه، أتوب إلى اللَّه، سبعين مرّة» [1].
وقد وردت عن الأئمّة عليهم السلام أدعية كثيرة تضمّنت الاعتراف بأنواع الذنوب والاستغفار منها [2].
ومن تلك الأدعية ما كان يدعو به الإمام الكاظم عليه السلام في سجدة الشكر بقوله: «ربّ عصيتك بلساني ولو شئت وعزّتك لأخرستني، وعصيتك ببصري ولو شئت وعزّتك لأكمهتني [3]، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزّتك لأصممتني، وعصيتك بيدي ولو شئت وعزّتك لكنعتني [4]، وعصيتك برجلي ولو شئت وعزّتك لجذمتني، وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزّتك لعقمتني، وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها عليّ وليس هذا جزاؤك مني...» [5].
ومن هنا قد يستشكل في كيفيّة التوفيق بين عصمة الأنبياء والأئمّة عليهم السلام وبين استغفارهم واعترافهم بالذنوب [6].
وقد ذكر لدفع هذا الإشكال عدّة وجوه:
منها: أنّ استغفارهم من الذنوب كان استغفاراً عن ترك الأولى [7]؛ لكون حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين، ولعلّه إلى هذا يشير ما ذكره الإربلي في كشف الغمّة من: «أنّ الأنبياء والأئمّة عليهم السلام تكون أوقاتهم مشغولة باللَّه تعالى، وقلوبهم مملوءة به، وخواطرهم متعلّقة بالملأ الأعلى، وهم أبداً في المراقبة، كما قال عليه السلام: «اعبد اللَّه كأنّك تراه، فإن لم تره فإنّه يراك» [8]، فهم أبداً متوجّهون إليه ومقبلون بكلّهم عليه، فمتى انحطوا عن تلك الرتبة العالية والمنزلة الرفيعة إلى
[1] الوسائل 7: 179، ب 25 من الذكر، ح 1. [2] المنتهى 5: 249- 250. مجمع الفائدة 2: 322. الحبل المتين 2: 439. الحدائق 8: 344. جواهر الكلام 10: 241. [3] أكمهتني: أي أعميتني. مجمع البحرين 3: 1597. [4] كنعتني، التكنّع: القبض، ويقال: كنِعت أصابعه كَنَعاً، أي تشنّجت ويبست. مجمع البحرين 3: 1598. [5] الوسائل 7: 17، ب 6 من سجدتي الشكر، ح 5. [6] انظر: كشف الغمّة 3: 46. مرآة العقول 11: 308. الأربعون حديثاً (البهائي): 311. [7] التبيان 8: 137. نفحات القرآن 7: 110. [8] عوالي اللآلي 1: 405، ح 65.