responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 12  صفحة : 100
الاشتغال بالمأكل والمشرب والتفرّغ إلى النكاح وغيره من المباحات عدّوه ذنباً، واعتقدوه خطيئةً واستغفروا منه...
وإلى هذا أشار عليه السلام [بقوله‌]: «إنّه ليُران على قلبي، وإنّي لأستغفر بالنهار سبعين مرّة...»، وقوله: «حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين»» [1].
وقد عدّ هذا أفضل ما تدفع به الشبهة [2].
ومنها: أنّهم عليهم السلام كانوا أبداً مترقّين في مراتب القرب والحبّ والعرفان والإيقان، ولعلّه يحصل لهم ذلك في كلّ يوم سبعين مرّة وأكثر، فلمّا صعدوا درجة استغفروا من الدرجة السابقة، وإن كانت فوق تمنّيات جميع العارفين والواصلين [3].
ومنها: أنّه لمّا كان الممكن وأعماله وأحواله كلّها في مراتب النقص وكلّ كمال حصل فيهم فهو من مفيض الخيرات والسعادات، فإذا نظروا إلى عظمته سبحانه على ما تجلّت لهم في مراتب عرفانهم وإلى عجزهم عن الإتيان بما يليق بذاته القدسية عدّوا أنفسهم مقصّرين في المعرفة والعبادة، فقالوا: سبحانك ما عرفناك حقّ معرفتك وما عبدناك حقّ عبادتك، وأوقفوا أنفسهم الكاملة في حدّ التقصير، واستغفروا لجميع ذلك من العليم الخبير [4]. وقد اعتبر المجلسي هذين الوجهين من أحسن الوجوه [5].
ومنها: أنّهم عليهم السلام أرادوا بالاستغفار من الذنوب تعليم الناس كيفيّة التوبة والاستغفار [6].
ومنها: أنّ استغفارهم عليهم السلام ينشأ من انقطاعهم إلى اللَّه تعالى وخضوعهم وتذلّلهم بالعبادة والسجود من دون أن يكون لهم ذنب يحتاج إلى غفران [7]. فيكون استغفارهم- الذي هو أمر إنشائي- أدباً من آداب الخضوع والعبودية والتذلّل بين‌
[1] كشف الغمّة 3: 47- 48.
[2] الأربعون حديثاً (البهائي): 312.
[3] مرآة العقول 12: 155.
[4] مرآة العقول 12: 155.
[5] مرآة العقول 12: 155.
[6] انظر: التبيان 9: 300، و10: 425. مرآة العقول 11: 308. الأمثل 20: 473.
[7] انظر: التبيان 8: 33. مجمع البيان 4: 193. زبدة البيان: 143. مرآة العقول 12: 154.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 12  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست