responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 12  صفحة : 89
قطع اللَّه تعالى على عذابهم وعدم غفران ذنوبهم [1].
وثانياً: لما رواه علي بن جعفر عن أخيه الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، قال: سألته عن رجل مسلم وأبواه كافران، هل يصلح له أن يستغفر لهما في الصلاة؟ قال: «إن كان فارقهما صغيراً لا يدري أسلما أم لا فلا بأس، وإن عرف كفرهما فلا يستغفر لهما، وإن لم يعرف فليدعُ لهما» [2].
وأمّا استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه فما كان «إِلَّا عَن مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ» [3].
ولكن ما هذه الموعدة؟ ومن الواعد؟
وكيف صار ذلك مبرّراً لاستغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه الكافر؟
أجاب عن ذلك بعض الأعلام بعدّة أجوبة:
الأوّل: أنّ أباه وعده الإيمان باللَّه إن استغفر له، فلمّا استغفر له لم يفِ بوعده، فتبرّأ منه إبراهيم عليه السلام [4]. وهذا هو المشهور بين المفسرين [5].
وقيل: إنّ أباه قد تظاهر بالإيمان مدّة من الزمن فاستغفر له إبراهيم عليه السلام ظنّاً منه أنّه آمن حقّاً، فلمّا تبيّن أنّه عدوّ للَّه‌رجع عن استغفاره وتبرّأ منه [6].
الثاني: أنّ الموعدة كانت من إبراهيم عليه السلام لأبيه، فوعده بالاستغفار عندما كان يأمل منه خيراً [7]؛ لاعتقاده بأنّه مستضعف مغفّل يؤمن بالحقّ لو اطّلع عليه، ولم يعلم أنّه من أولياء الشيطان المطبوعة قلوبهم على الجحد والإنكار، فاستعطفه لذلك ووعده الاستغفار الذي يمكن أن يكون مقبولًا لو كان مستضعفاً حقّاً؛ لقوله تعالى: «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ» [8].
وممّا يؤيّد هذا الرأي أنّ إبراهيم عليه السلام تبرّأ من أبيه عندما انكشف واقعه، ممّا يعني أنّه كان يرجو هدايته ويتوقّع رجوعه، وإلّا لما كان هناك مبرّر لهذا التبرّي [9].
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ المراد من (أبيه) في الآية عمّه [10] كما هو المشهور بين الإمامية [11]، أو جدّه لُامّه كما قيل [12]، فإنّ أبويه لم يكونا كافرين؛ إذ لو كانا كذلك لما استغفر لهما في قوله: «رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ» [13]، حيث سأل المغفرة لهما يوم القيامة [14].
وهنا ينبغي التنبيه على أمرين:
الأوّل: أنّ النهي عن الاستغفار للكافر
[1] الميافارقيّات (رسائل الشريف المرتضى) 1: 289.
[2] الوسائل 7: 182، ب 28 من الذكر، ح 1.
[3] التوبة: 114.
[4] التبيان 5: 309. البحار 74: 48، ذيل الحديث 8.
[5] البحار 74: 48، ذيل الحديث 8.
[6] تنزيه الأنبياء: 78. التبيان 5: 309.
[7] تنزيه الأنبياء: 79. التبيان 5: 309. البحار 74: 48، ذيل الحديث 8. وانظر: الميزان 14: 60.
[8] النساء: 98.
[9] الميزان 14: 60.
[10] التبيان 6: 302.
[11] البحار 74: 48، ذيل الحديث 8.
[12] المسائل القرآنية (رسائل الشريف المرتضى) 3: 86. التبيان 6: 302.
[13] إبراهيم: 41.
[14] التبيان 6: 302.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 12  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست